الحكم وقد مثّل هذا الانعطاف التاريخي انقطاعاً عن الحكم الأموي ونقيضاً له على كافة المستويات فبالنسبة للإمام عليهالسلام واصل سيرة آبائه وأجداده الى ما يقابلها من استمرار السلطة في قمع الشيعة والعلويين فهي فترة قلق وتخلخل المطلوب هو الطاعة للخليفة الحاكم وما عداه يهون إلّا العدل والإصلاح لم يجد محلّاً في قاموسهم.
لقد عاصر الإمام الكاظم عليهالسلام فضلاً عن آخر خليفة أموي وهو مروان ابن محمّد المشهور بالحمار الذي تولى السلطة سنة ١٢٧ هـ وقتل على يد العباسيين سنة ١٣٢ هـ فالإمام عليهالسلام يكون قد عاصر خمسة من ملوك بني العباس (أبو العباس السفاح وأبو جعفر المنصور والمهدي وموسى الهادي هارون الرشيد).
في هذه الحقبة
الزمنية كثر اقتناء الجواري ، وساد بيع المجوهرات والحلي بين بيوت الأمراء والحكام وغصت بيوت الوزراء والولاة بالحواشي والخدم والجواری والمطربين والمطربات وبالشعراء وأقامت الليالي الحمراء يتبعهم المتملقون والمتزلفون وعابدوا الدراهم والدنانير وصارت الهدايا بين الأمراء وأصحاب الأقاليم بوسائل اللهو والعبيد ومواد الترف والزينة ضربت رقماً قياسياً هذا ما يحدثنا تأريخهم حتى صارت الخزانة التي تمتلي من شرابين الكادحين والفقراء تهدر في طرق غير مشروعة ، والى جانب هذا الوضع السياسي المتأزم استحدث شيء جديد هو تنشيط الفرق والمذاهب الكلامية والفلسفية وكان لهذا الأمر أثر سلبي وذلك لتفرقة المسلمين الى مذاهب وفرق متعددة مزقت المجتمع الإسلامي الموحد وقد ساعدت هذه الحقبة أيضاً على ظهور فرق متعددة غايتها تشويه الفكر الإسلامي وبث الشكوك في نفوس العامة وانحرافهم عن مسار الإسلام الواقعي وفي هذه الفترة لا بد أن يظهر الإمام الكاظم عليهالسلام وموقفه الحازم تجاه هذه التيارات المفسدة الذي ساعد على إيجادها الحكم العباسي