كان مولده عليهالسلام بالأبواء موضع بين مكة والمدينة المنورة سنة ١٢٨ هـ ، واُمه أمّ ولد يقال لها (حُميدة المصفاة) ويقال : نباته ، ابنة صاعد المغربي البربري أو بنت صالح وقيل إنها شقيقة صالح وذهَب بعضهم إنها رومية وقيل إنها من أجلّ بيوت العجم ١ وقيل أنها اُندلسيّة وتكنّى بـ لؤلؤة ٢.
عاصر ثلاثة من خلفاء بني العباس « المنصور ، والمهدي ، والرشيد » ولكنّ إبتدأت إمامته عليهالسلام من سنة ١٤٨ هـ لحين وفاته عليهالسلام سنة ١٨٣ هـ وقد تعرض خلالها للسجون بين البصرة وبغداد ، وللسجن الإنفرادي والتعذيب النفسي بعد أن إستدعي من المدينة المنورة وكان ذلك حقداً وحسداً من هارون الرشيد ، حيث كان يرى بعينه ويسمع بأذنه ، عن اقبال الناس على الإمام الكاظم عليهالسلام والقبول منه والأخذ عنه ، والرجوع إليه.
فكانت تأخذ الرشيد الهواجس ، وأخذ الحيطة والحذر على سلطانه عندما شاهد الإمام عليهالسلام مالكاً لقلوب العامة متمتّعاً بهذه الشعبيّة والمنزلة الروحيّة الرفيعة.
كنيته عليهالسلام أبو الحسن الأوّل ، وأبو الحسن الماضي ، وأبو إبراهيم وأبو علي ، ويعرف بالعبد الصالح والكاظم ، وذي النفس الزكيّة ، وزين المتهجدين وراهب آل محمد صلىاللهعليهوآله وباب الحوائج ، والسيد والوفيّ ٣ ، والصابر ، والأمين ، والزاهر لأنّه زهر باخلاقه الشريفة.
قال الربيع بن عبد الرحمن : «كان والله من المتوسّمين ؛ فيعلم من يقف عليه بعد موته ويكظم غيظه عليهم ، ولا يُبدي لهم ما يعرفه عنهم ، فلذلك سُمّي بالكاظم.
وكان عليهالسلام أزهر إلّا في الغيظ لحرارة مزاجه... فهو ربع تمام ، خصر حالك ، كثّ اللّحية ، وكان أفقه أهل زمانه ، واحفظهم لكتاب الله ، وأحسنهم صوتاً بالقرآن ، فكان إذا قرأ يحزن ، وبكى وأبكى السامعين
____________
(١) حياة الإمام موسى بن جعفر عليهالسلام / باقر القرشي ، ج ٢ ص ٤٢ ، قم المقدسة ١٤٢٨ هـ / ٢٠٠٧ م. نقلا عن كثير من المصادر.
(٢) قاله الشيخ المفيد في الإرشاد صفحة ٣٠٧ طبع ايران ، حجر سنة ١٣٠٨ هـ.
(٣) حياة الإمام موسى بن جعفر عليهالسلام / باقر القرشي ، ج ٢ ، ص ٤٩ ، قم المقدسة ١٤٢٨ هـ / ٢٠٠٧ م.