قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم لمعاذ بن جبل حين بعثه معلّما إلى اليمن : «إنّي قد عرفت بلاءك في الدّين ، والذي نابك وذهب من مالك وركبك من الدّين ، وقد طيّبت لك الهدية ، فإن أهدي لك شيء فاقبل» ، فرجع حين رجع بثلاثين رأسا أهدوا له.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنا الحسن بن علي ، أنا أبو الحسن بن لؤلؤ ، أنا أبو علي حمزة بن محمّد بن عيسى الكاتب ، أنا نعيم بن حماد الخزاعي ، نا أبو معاوية ، نا الأعمش.
أن أبا بكر استعمل معاذ بن جبل ، فلما قدم ، قدم معه برقيق وغير ذلك ، فقال لأبي بكر : هذا لكم ، وهذا مما أهدي لي ، فقال له عمر : ادفع ذلك أجمع إلى أبي بكر ، فأبى أن يدفعه إلى أبي بكر ، فبات ليلة ، فرأى معاذ في النوم كأنه أشرف على نار عظيمة خاف أن يقع فيها ، فجاءه عمر فأخذ بحجزته حتى أنقذه منها ، فأصبح ، فأتى أبا بكر فقصّ عليه القصة ، ودفع جميع ما معه إلى أبي بكر ، فقال له أبو بكر : أما إذا فعلت (١) هذا فخذه فقد طيبته لك ، فقال عمر : الآن حين طاب لك.
[قال ابن عساكر :](٢) كذا قال ، وقد سقط منه مسروق.
أخبرناه أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل ، نا أبو منصور بن شكرويه ، أنا أبو بكر بن مردويه ، أنا أبو بكر الشافعي ، نا معاذ بن المثنّى ، نا مسدّد ، نا عبد الله بن داود ، عن الأعمش (٣) ، عن شقيق قال :
قدم معاذ بعد وفاة رسول الله صلىاللهعليهوسلم من اليمن ومعه رقيق (٤) ، فلقي عمر بعرفة أو بمكة ، فقال : ما هؤلاء؟ قال : هؤلاء أدفعهم إلى أبي بكر ، وهؤلاء أهدوا إليّ ، فقال عمر : ادفعهم كلهم إلى أبي بكر ، فأبى عليه ، فلمّا بات رأى فيما يرى النائم أنه يجرّ إلى النار وأن عمر يجذبه ، فلمّا أصبح قال : يا بن الخطّاب ، ما أراني إلّا مطيعك فيما أمرتني ، فأتى بهم أبا بكر ، فقال : هؤلاء لك ، وهؤلاء أهدوا إليّ ، فدفعهم أبو بكر إليه ، فقال : هم لك ، ثم أصبح فرآهم يصلون فقال : لمن تصلّون؟ قالوا : لله ، قال : فأنتم لله.
__________________
(١) قوله : «أما إذا فعلت» مكانه بياض في «ز».
(٢) زيادة منا.
(٣) من طريقه روي في سير أعلام النبلاء ١ / ٤٥٤.
(٤) قوله : «رقيق» مكانها بياض في «ز».