أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن الفضل ، أنا أبو بكر البيهقي (١) ، نا أبو عبد الله الحافظ ، حدّثني أبو القاسم الحسن بن محمّد السكوني (٢) ـ بالكوفة ـ نا عبيد بن غنّام بن حفص بن غياث (٣) النخعي ، حدّثني أبي عن أبيه ، عن الأعمش ، عن أبي وائل عن عبد الله قال :
لما قبض رسول الله صلىاللهعليهوسلم واستخلفوا أبا بكر ، وكان رسول الله صلىاللهعليهوسلم قد بعث معاذا إلى اليمن ، فاستخلف ، فاستعمل أبو بكر عمر على الموسم ، فلقي معاذا بمكة ومعه رقيق ، فقال : ما هؤلاء؟ فقال : هؤلاء أهدوا إليّ ، وهؤلاء لأبي بكر ، قال له عمر : إنّي أرى لك أن تأتي أبا بكر ، قال : فلقيه من الغد فقال : يا بن الخطاب لقد رأيتني البارحة وأنا أنزو إلى النار ، وأنت آخذ بحجزتي ، وما أراني إلّا مطيعك ، قال : فأتى بهم أبا بكر فقال : هؤلاء أهدوا لي ، وهؤلاء لك ، قال : فإنا قد سلمنا لك هديتك ، فخرج معاذ إلى الصلاة ، فإذا هم يصلّون خلفه ، فقال معاذ : لمن تصلّون؟ قالوا : لله ، قال : فأنتم له ، فأعتقهم.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنا أبو طاهر المخلّص ، أنا أبو بكر بن سيف ، أنا السري بن يحيى ، أنا شعيب بن إبراهيم ، نا سيف بن عمر ، عن الأعمش ، عن شقيق قال :
توفي رسول الله صلىاللهعليهوسلم ومعاذ باليمن ، فاستعمل أبو بكر عمر بن الخطّاب على الموسم ، وجاءه معاذ من اليمن ، فلقيه عمر بعرفات ومعه الخراج ، ومعه وصفاء قد عزلهم ، فقال عمر : ما هؤلاء الوصفاء؟ قال معاذ : أهدوا إليّ ، قال عمر : أطعني وائت بهم أبا بكر فليطيّبهم لك ، قال معاذ : لا ، لعمري ، لا آتي أبا بكر بمالي يطيّبه لي ، فقال عمر : إنه ليس لك ، فلما كان الليل وأصبح أتاه فقال له : لقد رأيتني البارحة كأني أدنو إلى النار ، وأنت آخذ بحجزتي ، إنّي وجدت الأمر كما قلت ، فأتى أبا بكر ، فاستحلّها ، فأحلّهم ، فبينا معاذ قائم يصلّي إذ رأى رقيقه يصلّون كلهم ، فقال لهم : ما تصنعون؟ قالوا : نصلي ، قال : لمن؟ قالوا : لله ، قال : فاذهبوا ، فأنتم لله ، فأعتقهم.
قال : ونا سيف ، نا محدّثون منهم كثير عن محمّد بن علي.
__________________
(١) رواه أبو بكر البيهقي في دلائل النبوة ٥ / ٤٠٦ ـ ٤٠٧ وانظر حلية الأولياء ١ / ٢٣٢.
(٢) تحرفت بالأصل إلى : السكري ، والمثبت عن د ، و «ز» ، وم ، ودلائل النبوة.
(٣) عن دلائل النبوة : «غياث» وتحرفت بالأصل وبقية النسخ إلى «عتاب» راجع ترجمة حفص بن غياث بن طلق بن معاوية ، النخعي في سير الأعلام ٩ / ٢٢.