[قال ابن عساكر :] كذا فيه ، والصواب : محمّد بن عبادة الواسطي ، وهذا في حصر ابن الزبير الأول (١).
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن فهم ، نا محمّد بن سعد ، أنا محمّد بن عمر (٢) ، حدّثني شرحبيل بن أبي عون ، عن أبيه قال :
لما دنا الحصين بن نمير من مكة أخرج المسور بن مخرمة سلاحا قد حمله من المدينة ودروعا ففرّقها في مواليه كهول ، فرس ، جلد ، فدعاني ثم قال لي : يا مولى عبد الرّحمن بن مسور ، قلت : لبيك ، قال : اختر درعا من هذه الدروع ، قال : فاخترت درعا وما يصلحها ، وأنا يومئذ شاب غلام حدث ، قال : فرأيت أولئك الفرس قد غضبوا وقالوا : تخيّر هذا الصبي علينا ، والله لو جاء (٣) الجدّ لتركك ـ قال المسور : لتجدنّ عنده حزما ، فلمّا كانت الوقعة لبس المسور سلاحه درعا وما يصلحها ، فأحدق به مواليه ثم انكشفوا عنه ، واختلط الناس ، فالمسور يضرب بسيفه ، وابن الزبير في الرعيل الأوّل يرتجز قدما ، ومصعب بن عبد الرّحمن معه يفعلان الأفاعيل إلى أن أحدقت جماعة منهم بالمسور ، فقام دونه مواليه فذبّوا عنه كلّ الذبّ ، وجعل يصيح بهم ، ويكنيهم بكناهم ، فما خلص إليه ، ولقد قتلوا من أهل الشام يومئذ نفرا.
قال : وأنا محمّد بن سعد ، أنا محمّد بن عمر (٤) ، حدّثني عبد الله بن جعفر ، عن أم بكر بنت المسور ، وأبي عون قالا : أصاب المسور بن مخرمة حجر من المنجنيق ضرب البيت ، فانفلق منه فلقة ، فأصابت خدّ المسور وهو قائم يصلّي ، فمرض منها أياما ، ثم هلك في اليوم الذي جاء فيه [نعي](٥) يزيد بن معاوية وابن الزبير يومئذ لا يسمّى بالخلافة ، الأمر شورى.
قال : وأنا ابن سعد ، حدّثني عبد الله بن جعفر ، عن أم بكر بنت المسور قالت :
__________________
(١) وذلك في عام ٦٤ ، في خلافة يزيد بن معاوية ، والذي أرسل الجيش بقيادة مسلم بن عقبة ، والذي مات بعد وقعة الحرة وأكمل الجيش بقيادة الحصين بن نمير طريقه إلى مكة لقتال ابن الزبير. وهذا هو الحصار الأول.
(٢) الخبر من طريق الواقدي رواه الذهبي في تاريخ الإسلام (حوادث سنة ٦١ ـ ٨٠ ص ٢٤٧) وسير الأعلام ٣ / ٣٩٣ ، وليس الخبر في طبقات ابن سعد المطبوع.
(٣) غير واضحة بالأصل ، والمثبت عن م ، و «ز» ، ود. وفي تاريخ الإسلام : جدّ الجدّ.
(٤) تاريخ الإسلام (حوادث سنة ٦١ ـ ٨٠) ص ٢٤٧.
(٥) سقطت من الأصل ، واستدركت عن «ز» ، وم ، ود ، وتاريخ الإسلام.