والحكم بما أنزل الله ، والأمور التي لست أحصيها عددا ، فيكفي في ذلك ، قال المسور : فعرفت أن معاوية قد خصمني حين ذكر ما ذكر.
قال عروة بن الزبير : فلم أسمع المسور ذكر معاوية إلّا صلّى عليه.
أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمّد بن البغدادي ، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن إبراهيم ، أنا إبراهيم بن عبد الله بن محمّد ، نا عبد الله بن محمّد بن زياد ، نا أحمد بن عبد الرّحمن ، نا عمي ، نا حيوة ، حدّثني عقيل ، عن ابن شهاب ، حدّثني عروة بن الزبير.
إن المسور بن مخرمة قدم وافدا إلى معاوية بن أبي سفيان ، فقضى حاجته ثم دعاه فأخلاه فقال : يا مسوّر ، ما فعل طعنك على الأئمة؟ قال مسور : دعنا من هذا ، وأحسن فيما قدمنا له ، فقال معاوية : لا والله ، لتكلمن بذات نفسك والذي نقمت عليّ ، قال المسور : فلم أترك شيئا أعيبه عليه إلّا بيّنته له ، فقال معاوية : لا أبرأ من ذنب ، فهل تعدّ لنا يا مسور مما نلي من الإصلاح في أمر العامة ، فإن الحسنة بعشر أمثالها ، أم تعدّ الذنوب ، فقال معاوية : فإنّا نعترف لله بكلّ ذنب أذنبناه ، فهل لك يا مسور ذنوب في خاصتك تخشى أن تهلك إن لم يعفو الله لك؟ فقال المسوّر : نعم ، فقال معاوية : فما جعلك برجاء المغفرة أحقّ مني ، فو الله لما ألي من الإصلاح أكثر مما تلي ، ولكن والله لا أخيّر بين أمرين : أمر لله وغيره إلّا اخترت أمر الله على ما سواه ، وإنّي لعلى دين ، يقبل فيه العمل ويجزى فيه بالحسنات والذنوب إلّا أن يعفو الله عنها ، فإنّي أحسب كلّ حسنة عملتها بأضعافها من الأجر ، وألي أمورا عظاما لا أحصيها ولا يحصيها من عمل بها لله في إقامة الصلوات للمسلمين ، والجهاد في سبيل الله ، والحكم بما أنزل الله ، والأمور التي لست أحصيها وإن عددتها فتكفي في ذلك ، قال مسور : فعرفت أن معاوية قد خصمني حين ذكر ما ذكر.
قال عروة بن الزبير : لم أسمع المسور بعد يذكر معاوية إلّا صلّى عليه.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الفضل بن البقّال ، أنا أبو الحسين بن بشران ، أنا عثمان بن أحمد ، نا حنبل بن إسحاق ، نا أبو نعيم ، نا موسى بن محمّد ، عن حصين ، عن زياد أبي يحيى قال :
جلس ابن عباس والمسور بن مخرمة يتحدثان حتى طلعت الزهرة ، فأتى ابن عباس خادمه فقال : قد طلعت الزهرة.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ،