العزّى بن قصي (١) ، وعبد الله بن عامر بن ربيعة الأزدي ، حليف بني عدي بن كعب (٢).
أخبرنا أبو الحسين القاضي ، وأبو عبد الله الأديب ، قالا : أنا ابن مندة ، أنا أبو علي ـ إجازة ـ.
ح قال : وأنا أبو طاهر ، أنا علي.
قالا : أنا ابن أبي حاتم قال (٣) : ذكره أبي عن إسحاق بن منصور ، عن يحيى بن معين أنه قال : مسور بن مخرمة ثقة.
أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك ، أنا أبو طاهر الثقفي ، نا أبو بكر بن المقرئ ، أنا أبو العباس بن قتيبة ، نا حرملة ، نا ابن وهب (٤) ، نا حيوة بن شريح ، حدّثني عقيل ، عن ابن شهاب ، حدّثني عروة بن الزبير.
إن المسور بن مخرمة أخبره أنه قدم وافدا على معاوية بن أبي سفيان ، فقضى حاجة ثم دعاه فأخلاه فقال : يا مسور ، ما فعل طعنك على الأئمة؟ قال مسور : دعنا من هذا وأحسن فيما قدمنا له ، قال معاوية : لا والله ، لتكلّمني (٥) بذات نفسك بالذي تعيب عليّ ، قال مسور : فلم أترك شيئا أعيبه عليه إلّا بيّنته له ، فقال معاوية : لا أبرأ (٦) من الذنب ، فهل تعدّ يا مسور مما نلي من الإصلاح في أمر العامة ، فإن الحسنة بعشر أمثالها ، أم تعدّ الذنوب وتترك الإحسان ـ قال المسور : لا والله ، ما نذكر إلّا ما ترى من هذه الذنوب ، فقال معاوية : فإنا نعترف لله بكل ذنب أذنبناه ، فهل لك يا مسور ذنوب في خاصتك تخشى أن تهلك إن لم يغفرها الله لك؟ قال مسور : نعم ، قال : فما يجعلك برجاء المغفرة أحقّ مني ، فو الله لم ألي من الإصلاح أكثر مما تلي ، ولكن والله لا أخيّر بين أمرين : بين الله وغيره إلّا اخترت الله على سواه ، وإنّي لعلى دين يقبل فيه العمل ويجزى فيه بالحسنات ويجزى فيه بالذنوب ، إلّا أن يعفو الله عنها ، وإنّي أحتسب كل حسنة عملتها بأضعافها من الأجر ، وألي أمورا عظاما لا أحصيها ، ولا يحصيها من عمل لله بها في إقامة الصلاة للمسلمين ، والجهاد في سبيل الله ،
__________________
(١) ترجمته في تهذيب الكمال ١١ / ١٥١.
(٢) ترجمته في تهذيب الكمال ١٠ / ٢٤٢.
(٣) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٨ / ٢٩٧.
(٤) من طريقه رواه الذهبي في تاريخ الإسلام (حوادث سنة ٦١ ـ ٨٠) ص ٢٤٥ ـ ٢٤٦ وسير الأعلام ٣ / ٣٩١ ـ ٣٩٢.
(٥) بالأصل وبقية النسخ : «لا تكلمني» والمثبت عن تاريخ الإسلام وسير الأعلام.
(٦) بالأصل ود ، وم : «لأبرأ» والمثبت عن «ز» ، وتاريخ الإسلام وسير الأعلام.