أمراء العراق ليكونوا جميعم يدا واحدة على رستم. فلما التحم القتال هلك رستم فى حومة الوغى فقام مقامه أحمد بدون أن يتمكن من أن يتمتع بأموال سلفه لأن عيبه سلطان خرج عليه واغتاله بعد ستة شهر من تملكه أى سنة ٩٠٣ ه (١٤٩٧ م ـ ١٤٩٨ م).
وكان السلطان مراد بن يعقوب ميرزا الخلف المعين ليرث عرش أحمد. إلا أن العقبات التى أثارها بوجهه ابن عمه محمد ميرزا بن يوسف الجأته إلى الفرار إلى شيراز وترك له الجو خاليا يبيض فيه ويصفر. وما كاد الملك الجديد يستوى على العرش إلا وانتزع منه أخوه الوند ميرزا من أولاد يوسف المذكور ولاية آذربيجان وأكرهه على الهرب إلى السلطانية ومنها إلى أصبهان.
ثم أن السلطان مراد غادر شيراز حيث كان مالكا وهبط أصبهان فقبض على محمد ميرزا وأخذه معه نحو تبريز التى كان يتهيأ فيها الوند ميرزا اليقارم هذه المهمة الفجائية لكن اتفق أن اناسا مصلحين توسطوا بين الطرفين وحملوهما على عقد عهد سلام بشرط أن تبقي ديار بكر وآران وآذربيجان بيد ألوند ميرزا ويكون العراقان العجمى والعربى وفارس بيد السلطان مراد.
وفى تلك الأثناء وقعت عدة وقائع لا تعلق لها بالحرب من ذلك ما وقع فى بلاد فارس من أمر ذبح اليهود فاهتز له يهود بغداد كلهم. وتحرير الخبر أن يهود بلاد إيران عصوا على الدولة فقاتلهم المسلمون وأهلكوا منهم ثلثمائة ألف يهودى على رواية صاحب عمدة البيان وكان ذلك سنة ٨٩٩ ه (١٤٩٣ م).
وفى سنة ٩٠١ ه (١٤٩٥ م) زادت مياه الأنهر والآبار زيادة فاحشة من ذلك النيل فإنه زاد على المقياس وفاضت دجلة والفرات زيادة غير مالوفة فى السنين السابقة فغرقت المدينة وأشتد الضيق على الأهالى ومما زاد الطين بلة أن الأبار فارت بل والكنف أيضا قذفت ما فى أحشائها لأمتلاء تنانيرها ماء فكانت الطامة من أعظم الطوام التى شوهدت إلى ذلك الحين لأن الذى الناس لم يجدوا لهم محلا تقر فيه قدمهم فإن أقاموا فى بيوتهم شموا من الروائح الكريهة ما يوردهم حياض الموت وينفض عيشتهم ولهذا مات كثير فى هذه السنة ولا سيما النساء