سواحل الخليج ، والجلود والرقيق من بلاد الروم ، والسلاح والحديد والجلود من بلاد الروس (١) ، وكانت السفن تأتى إلى بغداد محملة بالبضائع خصوصا الدقيق والخضراوات من سورية فى الفرات ثم تسلك نهر عيسى إلى بغداد (٢). ومن بلاد ما وراء النهر كانت بغداد تشترى القطن والمنسوجات الحريرية والملابس الصوفية والفرو والرقيق التركى والأسلحة والكاغد ، ومن أرمينية البسط والطنافس والسجاد وثياب الكتان والثياب الرقاق والطيالس من الصوف والقلانس (٣).
واشتهرت شمال فارس بجودة فواكهها ، وبصفة خاصة مرو التى كانت تنتج أجود أنواع البطيخ (٤) ، وكان يقدم ويحمل إلى العراق وكان يحمل هذا النوع من البطيخ إلى الخليفة المأمون ثم إلى الواثق فى قوالب الرصاص المعبأة بالثلج (٥).
وكان التجار فى عداد الطبقة المتوسطة ، لذلك أنف من الاشتغال بها عليه القوم ، فلما اعتزم يحيى بن خالد البرمكى الاشتغال بالتجارة واتصل ببعض التجار لهذا الغرض ، قال له أحدهم : أنت رجل شريف وابن شريف وليست التجارة من شأنك (٦) وكان وزير المعتصم محمد بن عبد الملك الزيات أبوه تاجرا موسرا ونشأ محمد وتأدب وكان ذكيا فبرع فى كل شىء ، وكان يقول : الحمد لله الذى نقلنى من ذل التجارة إلى عز الوزارة (٧)
٤ ـ الإدارة المالية :
حرصت الدولة العباسية على تحقيق التوازن بين مواردها ومصروفاتها ، ومن أهم الموارد الثابتة لبيت المال الجزية والخراج والمكوس.
١ ـ الخراج : هو ضريبة الأرض ، ويحدد طبقا للمحصول التى تنتجه الأرض ،
__________________
(١) المدور : حضارة الإسلام فى دار الإسلام ص ، ١١٦
(٢) اليعقوبى : البلدان ص ، ٢٥٠
(٣) الجاحظ : التبصر بالتجارة ص ٣٤٤ ـ ، ٣٤٦
Hitti : Hist. of the Arabs p. ٣٤٣.
(٤) الثعالبى : لطائف المعارف ص ، ١٢٩
(٥) محمد جمال الدين سرور : تاريخ الحضارة الإسلامية فى الشرق ص ، ١٢٨
(٦) الجهشيارى : الوزراء والكتاب ص ، ١٨٦
(٧) الجهشيارى : الوزراء والكتاب ص ، ٢١٣