لأنهن كن مضطرات إلى لإقامة فى دورهن. وأن برزوا إلى البرية أو ضاحية المدينة أضرتهم المياه المستنقعة وكثرة الهوام وأثرت فيهم الرطوبة تاثيرا بينا. وأن جلسوا فى منتدياث المدينة خافوا فى أنفسهم من سقوط الحيطان عليهم. ولما كانت هذه الوقائع تقع مرارا فى النهار أخذ فى الناس كل ماخذ وطلبوا إلى الله أن يرأف بهم ويكشف عنهم هذا الغم ويدفع عنهم هذا الهم. فلم يجبهم عزوجل إلا من بعد أن كفروا عن سيئاتهم بأعمال البر والتقوى.
وفى تلك السنة أشتدت وطاة الأمراض الناجمة عن التعفن كالبطاح والبطاحى وأمراض الحلق والوبالة والرثية (وهى الردماتزم بالفرنساوية والصليل بلسان عوام بغداد) والحمى المتقطعة والنقطة (التيفوئيدية) والتهاب الأمعاء ونحوها ومات جم غفير من الناس. ولم يستطع أهل بغداد أن يستريحوا بعض الراحة إلا من بعد نضوب المياه بالتمام وحينئذ عاشوا بهناء وسلام.
تم الكتاب