ذهب للحال وتحسن فى حرز منبع من ذلك الصقع وبعث إلى ابنه «بيريودق» حاكم شيراز يطلب إليه أن يعجل فى انجاده. فى كذب ابنه أن استنفر جيشا عظيما فى أسبوع واحد وفيه أثنا عشر ألف مزاتل صنديد.
ولسوء الطالع لم تغد هذه العساكر جهان شاه فائده عظيمة فإن أبا سعيد خضد شوكته وكسر جنده الأبطال. وفضلا عن هذا شاع الخبر فى ذلك الأوان أن ابنا آخر من أبناء التركمانى جهان شاه وهو «حسن على مرزا» لما رأى أن مدينة تبريز تركت وشانها وانتهز هذه الفرصة ليتخمدها لنفسه ففعل ولم يقاومة أحد واستقل فيها أحسن استقلال. وما كنت هذه الأمور إلا لتزيد حسن جهان شاه فصبر على مجامر الكرام وعقد عرى السلام مع أبى سعيد الهمام ثم عاد ادراجه إلى تبريز والقى فى السجن ابنه «حسن على مرزا» وعهد إلى ابنه الآخر «بيريودق» حكم العراق العوبى مكافأة له على حسن خدمه.
وما كادت قدما «بيربودق» تستقران ببغداد إلا ورفع راية العصيان على أبيه كان الله اراد أن يبين لهذا الأب المنكوب المبتلى بأنواع المحن أن الإنسان إذا اقتنى شيئا بالحرام لا يتهنأ به وكيف يتهنأ بمملكة سفكت فيها الدماء زورا وظلما واتسئت بأخذه من قتل قباد بحيلة دبرها هو بنفسه ونصف ولم يزل مثابرا على عزمه حتى افتتحها. ثم قبض على بيريودق وقتله فى سنة ٨٧٠ ه (١٤٦٥ م ـ ١٤٦٦ م) إذ ليس بظالم إلا ويبلى بأظلم وكل كانوا ظالمين.
وكان بيريودق فى حياته قد جرى على نفسه عداوة حسن الطويل وحسن هذا هو مؤسس دولة التركمان المعروفة بآق قوينلى أى دولة الخروف الأبيض فلما قتل بيريودق فرح حسن الطويل فرحا لا مزيد عليه شاشا بموته. فأثار هذا التصرف الذميم ثائر الغضب فى نفس جهان شاه فباداه بالحرب وزحف عليه للحال معه خمسون ألف مقاتل. فلما رأى حسن الطويل هذا الجيش الجرار ولى هاربا إذ رأى من نفسه إذ لا قبل له به إلا أنه بينما كان جهان شاه مع خمسمائة أو ستمائة من رجاله يستريح على ضفة نهر أنتهز حسن الطويل هذه الفرصة فى قابل عدوه