قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

الفوز بالمراد في تاريخ بغداد

الفوز بالمراد في تاريخ بغداد

الفوز بالمراد في تاريخ بغداد

تحمیل

الفوز بالمراد في تاريخ بغداد

114/353
*

زجاج. ويفرق ذلك على الناس ، ويخلع عليهم خلع الوشى المنسوجة ، وأوقد بين يديه فى تلك الليلة شمع العنبر ، وأحضر نساء بنى هاشم ، فكان يؤدى إلى كل واحدة منهن كيس فيه دنانير وكيس فيه دراهم وصينية كبيرة فضة فيها طيب ، ويخلع عليها خلع وشى ، وبلغت النفقة فى هذا العرس خمسين ألف ألف درهم (١).

ولما دخل المأمون ببوران أمهرها بمائة ألف دينار وخمسة آلاف ألف درهم ، وفى احتفال العرس نثرت عليها جدتها ألف درة فى صينية ذهب ، فأمر المأمون أن تجمع ، فجمعها فى الطبق ، ووضعها فى حجر بوران ولبى جميع طلباتها ، وألبستها السيدة زبيدة قميصا مرصعا باللؤلؤ (٢) ، وأوقد فى تلك الليلة شمعة عنبر فيها أربعون فى إناء ذهب ، وأقام المأمون عند الحسن بن سهل سبعة عشر يوما يعد الحسن له فى كل يوم ولخاصته ما يحتاجون إليه ، وخلع الحسن على القواد على مراتبهم ، ووصلهم وكانت النفقة عليهم خمسين ألف ألف درهم وأمر المأمون بعد انصرافه أن يدفع للحسن عشرة ألاف دينار من مال فارس ، وأقطعه الصلح ، ففرق الحسن الأموال على قواده وأصحابه وخدمه وحشمه ، ولما انحدر المأمون ناحية واسط فرش له حصير من ذهب ، ونثر عليه جوهر كثير ، فجعل بياض الدريشرق على صفوة الذهب ، ولم يسسمه أحد ، فوجه الحسن إلى المأمون هذا النثار. فدعا المأمون من حوله من بنات الخلفاء إلى أخذ هذا النثار ، فأخذت كل واحدة منهن درة ، وبقى من بقى من الدر على الحصير الذهب (٣). ونثر الحسن فى ذلك من الأموال ـ كما يقول المسعودى (٤) ـ ما لم ينثره ولم يفعله ملك قط فى جاهلية ولا إسلام. وذلك أنه نثر على الهاشميين والقواد والكتاب والوجوه بنادق مسك فيها رقاع بأسماء ضياع وأسماء جوار ، فكانت البندقة إذا

__________________

(١) الشايستى : الديارات ص ١٠٠.

(٢) ابن طيفور : مناقب بغداد ص ١٠٢.

(٣) ابن الساعى : لسان الخلفاء ص ٦٧ ـ ، ٧٠

(٤) مروج الذهب : ج ٢ ص ٢٤٤ ـ ، ٢٤٥