وبالفرس الأشقر سمّيت خوخة الأشقر التى بمصر ، وذلك أن الفرس نفق فدفنه صاحبه هنالك ، فسمّى المكان به.
ثم رجع إلى حديث يحيى بن أيّوب ، وخالد بن حميد ، قال : ثم التقوا بسلطيس فاقتتلوا بها قتالا شديدا ، ثم هزمهم الله ، ثم التقوا بالكريون فاقتتلوا بها بضعة عشر يوما ، وكان عبد الله بن عمرو على المقدّمة ، وحامل اللواء يومئذ وردان مولى عمرو.
فحدثنا طلق بن السمح ، ويحيى بن عبد الله بن بكير ، قالا : حدثنا ضمام بن إسماعيل المعافرى حدثنا أبو قبيل ، عن عبد الله بن عمرو ، أنه لقى العدوّ بالكريون ، وكان على المقدّمة ، وحامل اللواء وردان مولى عمرو ، فأصابت عبد الله بن عمرو جراحات كثيرة ، فقال : يا وردان ، لو تقهقرت قليلا نصيب الروح ؛ فقال : وردان : الروح تريد؟ الروح أمامك وليس هو خلفك ، فتقدّم عبد الله فجاءه رسول أبيه يسأله عن جراحه ، فقال عبد الله :
أقول إذا جاشت النفس إصبرى |
|
فعمّا قليل تحمدى أو تلامى (١) |
فرجع الرسول إلى عمرو ، فأخبره بما قال ، فقال عمرو : هو ابنى حقّا.
حدثنا عثمان بن صالح أخبرنا ابن لهيعة ، عن يزيد بن أبى حبيب أن عمرو بن العاص صلى يومئذ صلاة الخوف.
حدثنا أبى عبد الله بن عبد الحكم ، والنضر بن عبد الجبّار ، قالا : حدثنا ابن لهيعة ، عن بكر بن سوادة ، أن شيخا حدّثهم أنه صلّى صلاة الخوف بالإسكندرية مع عمرو بن العاص بكلّ طائفة ركعة وسجدتين.
ثم رجع إلى حديث يحيى بن أيّوب ، وخالد بن حميد ، قال : ثم فتح الله للمسلمين (٢) وقتل منهم المسلمون مقتلة عظيمة ، واتبعوهم حتى بلغوا الإسكندرية ، فتحصّن بها الروم ، وكانت عليهم حصون مبنيّة لا ترام ، حصن دون حصن ، فنزل المسلمون ما بين حلوة إلى قصر فارس ، إلى ما وراء ذلك ؛ ومعهم رؤساء القبط يمدّونهم بما احتاجوا إليه من الأطعمة والعلوفة.
__________________
(١) راجع المقريزى : الخطط ج ١ ص ١٦٤ ، وقائله عمرو ابن الإطنابة.
(٢) ب ، ج ، د ، ك : «على المسلمين».