قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

فتوح مصر والمغرب

فتوح مصر والمغرب

فتوح مصر والمغرب

تحمیل

فتوح مصر والمغرب

66/517
*

شهاب ، قال : حدثنى عبد الرحمن بن عبد القارىّ ، أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قام ذات يوم على المنبر فحمد الله وأثنى عليه ، وتشهد ، ثم قال : أمّا بعد فإنى أريد أن أبعث بعضكم إلى ملوك العجم فلا تختلفوا علىّ كما اختلفت بنو إسرائيل على عيسى بن مريم ، وذلك أن الله تبارك وتعالى أوحى إلى عيسى أن ابعث إلى ملوك الأرض فبعث الحواريّين ، فأما القريب مكانا فرضى ، وأما البعيد مكانا فكره ، وقال : لا أحسن كلام من تبعثنى إليه ، فقال عيسى : اللهمّ أمرت الحواريّين بالذى أمرتنى فاختلفوا علىّ ؛ فأوحى الله إليه إنى سأكفيك ، فأصبح كل إنسان منهم يتكلّم بلسان الذي وجه إليهم (١).

فقال المهاجرون : يا رسول الله ، والله لا نختلف عليك أبدا فى شىء ، فمرنا وابعثنا ، فبعث حاطب بن أبى بلتعة إلى المقوقس صاحب الإسكندرية ، وشجاع بن وهب الأسدى [إلى الحارث بن أبى شمر الغسانى ، وعبد الله بن أبى حذافة السهمى (٢)] إلى كسرى ، وبعث دحية بن خليفة إلى قيصر ، وبعث عمرو بن العاص إلى ابنى الجلندى أميرى عمان ، ثم ذكر الحديث.

ثم رجع إلى حديث هشام بن إسحاق وغيره ، قال : فمضى حاطب بكتاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فلما انتهى إلى الإسكندرية وجد المقوقس فى مجلس مشرف على البحر ، فركب البحر ؛ فلما حاذى مجلسه ، أشار بكتاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، بين إصبعيه فلما رآه أمر بالكتاب فقبض ، وأمر به فأوصل إليه ، فلما قرأ الكتاب قال : ما منعه إن كان نبيا أن يدعو علىّ فيسلّط علىّ! فقال له ، حاطب : ما منع عيسى بن مريم أن يدعو على من أبى عليه أن يفعل به ويفعل! فوجم ساعة ، ثم استعادها فأعادها عليه حاطب ، فسكت ، فقال له حاطب : إنه قد كان قبلك رجل زعم أنه الربّ الأعلى فانتقم الله به ثمّ انتقم منه ؛ فاعتبر بغيرك ولا يعتبر بك. وإنّ لك دينا لن تدعه إلا لما هو خير منه ، وهو الإسلام الكافى الله به فقد ما سواه ، وما بشارة موسى بعيسى إلا كبشارة عيسى بمحمد ، وما دعاؤنا إياك إلى القرآن إلا كدعائك أهل التوراة إلى الإنجيل ، ولسنا ننهاك عن دين المسيح ، ولكنّا نأمرك به ، ثم قرأ الكتاب :

بسم الله الرّحمن الرحيم ، من محمد رسول الله ، إلى المقوقس عظيم القبط ، سلام

__________________

(١) ج : «إليه».

(٢) ساقط من طبعة تورى وأكملته من ابن هشام ق ٢ ص ٦٠٧.