بابه ، وقد خرج عيال جناب فلبسوا السواد ووقفن على الباب صائحات ، ثم اتّبعنه إلى المقبرة. وجناب صاحب قصرى (١) جناب اللذان (٢). بفسطاطا مصر ينسب أحدهما اليوم إلى ابن يريم.
وكان نصيب الشاعر قدم على عبد العزيز بن مروان فى مرضه ، فاستأذن عليه ، فقيل له هو مغمور ، فقال : استأذنوا لى فإن أذن فذلك ، وكان لنصيب من عبد العزيز ناحية ، فأذن له ، فلما رأى شدّة مرضه أنشأ يقول :
ونزور سيّدنا وسيّد غيرنا |
|
ليت التّشكّي كان بالعوّاد |
لو كان تقبل فدية لفديته |
|
بالمصطفى من طارفى وتلادى (٣) |
فلما سمع صوته فتح عينيه وأمر له بألف دينار ، واستبشر بذلك آل عبد العزيز وفرحوا به.
ثم مات ، وكانت وفاته كما حدثنا يحيى بن بكير ، عن الليث بن سعد ، ليلة الاثنين لاثنتى عشرة خلت من جمادى الأولى سنة ستّ وثمانين. وفى ذلك يقول الفرزدق :
يا أيّها المتمنّى أن يكون فتى |
|
مثل ابن ليلى فقد خلّى لك السّبلا |
اذكر ثلاث خصال قد عرفن له |
|
هل سبّ من أحد أو سبّ أو بخلا |
لو يضرب الناس أقصاهم وأوّلهم |
|
فى شقّة الأرض حتّى يحرثوا الإبلا |
يبغون أفضل أهل الأرض لم يجدوا |
|
مثل الذي غيّبوا فى لحده رجلا |
فلما توفّى عبد العزيز بن مروان ، أمر عبد الملك بن مروان على أهل مصر عمر بن مروان ، فأقام شهرا إلّا ليلة (٤) ثم صرف ، وولى عبد الله بن عبد الملك.
وهو صاحب مسجد عبد الله الذي بفسطاط مصر ، وإليه ينسب ، ولمّا قدم عبد الرحمن بن عبد الله العمرىّ مصر قاضيا وهّمه بعض أهل البلد أنّ
__________________
(١) ب : «قصر».
(٢) ب ، ج : «الذي».
(٣) راجع السيرطى حسن المحاضرة ١ / ٥٨٦ ـ ٥٨٧.
(٤) فأقام شهرا إلا ليلة : ج «فأقام شهرا وليلة».