أبى ذرّ وهو قائم عند (١) فرس له ، فسأله ما تعالج من فرسك؟ فقال : إنى أظنّ هذا الفرس قد استجيبت دعوته ، ثم ذكر مثل حديث ابن وهب.
حدثنا سعيد بن عفير ، حدثنا ابن لهيعة ، عن قيس بن الحجّاج ، قال : مرّ بنا عبد الرحمن بن معاوية بن حديج ونحن جلوس مع حنش بن عبد الله نحو صفا مهرة فغفل عن السّلام فناداه حنش يا بن معاوية تمرّ ولا تسلّم ، والله لقد رأيتنى أشفع لك عند أبيك أن يجعل لسرجك ركابا تضع فيه رجلك.
قال : عبد الرحمن (٢) وكان ولد معاوية بن حديج ليست لسروجهم ركب ، إنما يثبون على الخيل وثبا.
قال عبد الرحمن (٢) وكانت أصول خيل مصر من خيل سمّى ابن عفير بعضها ، منها أشقر صدف ، وكان لأبى ناعمة مالك بن ناعمة الصدفى ، وبه سمّيت خوخة الأشقر التى بفسطاط مصر ، وكان السبب فى ذلك أنّ الاشقر نفق فكره صاحبه أن يطرحه فى الأكوام كما تطرح جيف الدوابّ ، فحفر له ودفنه هنالك فنسب الموضع اليه.
حدثنا أبى عبد الله بن عبد الحكم ، قال : لما افتتح المسلمون القصر كان رجل من الروم يقبل من ناحية القصير على برذون له أشهب ، والمسلمون فى صلاة الصبح ، فيقتل ويطعن ، فتطلبه خيل المسلمين فلا تقدر عليه ، وكان صاحب الأشقر غائبا ، فلما قدم أخبر بذلك ، فكمن له فى موضع وأقبل العلج ففعل كما كان يفعل ، فطلبه صاحب الأشقر فأدركه ، قال : فاشتغلت (٣) بقتل العلج ، وشدّ الأشقر على الهجين فقتله.
ومنها ذو الريش فرس العوّام بن حبيب اليحصبىّ. والخطّار فرس لبيد بن عقبة السّومىّ. والذعلوق فرس حمير بن وائل السّومى ، وعجلى فرس كانت لعكّ ، ولها يقول الشاعر :
سبق الأقوام عجلى |
|
سبقتهمّ وهى حبلى |
__________________
(١) أ : «على».
(٢) عبد الرحمن ، زيدت من ك.
(٣) ج : «فما اشتغلت».