وأخرج له (١) كتاب حبس الدار ، فردّها عليه بعد أن يدفع إليه الثمن ، فسأله أن يعطى كراءها ، فقال : أمّا الكراء فلا ، الكراء بالضمان ، فردّها عليه ولم يأمر له بالكراء.
قال الليث بن سعد : فرأيت الربيع فيها وأنا إذ ذاك غلام. ثم خاصم فيها الأصبغ إليه ، وابن شهاب قاضيه يومئذ ، فقضى ابن شهاب لابن خارجة بالدار ، وقبضها ، أنه لا يجوز اشتراء الولىّ ممن يلى أمره ثم خاصم إلى يزيد بن عبد الملك بعد عمر ، فقضا له بالكراء فسلّمها له بنو الأصبغ حتى مات يزيد ، ثم رفعوا إلى هشام بن عبد الملك ، فقضى ألّا كراء عليهم ، فردّ الكراء إلى بنى الأصبغ.
وخارجة بن حذافة كما حدثنا شعيب بن الليث ، وعبد الله بن صالح ، عن الليث ، عن يزيد بن أبى حبيب ، أوّل من بنى غرفة بمصر ، فبلغ ذلك عمر بن الخطّاب ، فكتب إلى عمرو بن العاص : سلام ، أما بعد ، فإنه بلغنى أن خارجة بن حذافة بنى غرفة ، ولقد أراد خارجة أن يطلع على عورات جيرانه ، فإذا أتاك كتابى هذا فاهدمها إن شاء الله والسلام.
ولأهل مصر عن خارجة بن حذافة عن النبي صلىاللهعليهوسلم حديث واحد ، ليس لهم عنه عن النبي صلىاللهعليهوسلم غيره. وهو حديث الليث بن سعد ، عن يزيد بن أبى حبيب ، عن عبد الله بن راشد الزوفىّ ، عن عبد الله بن أبى مرّة الزوفىّ ، عن خارجة بن حذافة ، قال : خرج علينا رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فقال : إن الله قد أمدّكم (٢) بصلاة هى خير لكم من حمر النعم ، الوتر جعله لكم فيما بين صلاة العشاء إلى أن يطلع الفجر (٣). حدثناه أبى ، وشعيب بن الليث ، وعبد الله بن صالح ، عن الليث بن سعد.
ولهم عنه حكايات فى نفسه ، وكان خارجة بن حذافة على شرط عمرو بن العاص ، أيام عمرو (٤) وأيام معاوية حتى قتله الخارجىّ ، وذلك أن عمرو بن العاص كان أصابه فى بطنه شىء فتخلّف فى منزله ، وكان خارجة يعشّى الناس ، فضربه الحرورىّ وهو
__________________
(١) د : «إليه».
(٢) ك : «أمركم».
(٣) مسند أحمد والترمذى وابن ماجه والدار قطنى فى كنز برقم ١٩٥١٧ عن خارجة بن حذافة.
(٤) ك : «عمر». وانظر الولاة والقضاة للكندى ص ١٠ ، ٣١.