كالجمل الطنّىّ ، يقدّم رجلا ويؤخّر أخرى ، يرمى بالكلمة فإن ذلّت العرب أمضاها ، وإن أنكروها لم يمضها. فقال ذات يوم : ما أدرى فى
أىّ كتاب الله تجدون هذا الرزق والعطاء؟ فلو أنّا حبسناه ، فضرب معاوية بن حديج
بين كتفيه مرارا حتى ظننّا أنه يجد ألم ذلك ، ثم قال : كلّا والذي نفسى بيده يا بن
أبى سفيان ، أو لنأخذنّ بنصولها ثم لتقفنّ على أنادرها ، ثم لا تخلص منها إلىّ
دينار ولا درهم ، فسكت معاوية.
ويكنّى معاوية بن
أبى سفيان بأبى عبد الرحمن ، ومعاوية بن حديج بأبى نعيم.
وكان الديوان كما
حدثنا سعيد بن عفير ، عن ابن لهيعة ، فى زمان معاوية أربعين ألفا ، وكان منهم
أربعة آلاف فى مائتين مائتين.
حدثنا عبد الملك
بن مسلمة ، حدثنا ابن وهب ، عن ابن لهيعة ، عن رزين بن عبد الله مثله. وزاد فكان
إنما يحمل إلى معاوية ستمائة ألف فضل أعطيات الجند.
حدثنا هانئ ،
حدثنا ضمام ، عن أبى قبيل ، قال : كان معاوية بن أبى سفيان قد جعل على كلّ قبيلة
من قبائل العرب رجلا ، فكان على المعافر رجل يقال له الحسن ، يصبح كل يوم فيدور
على المجالس ، فيقول : هل ولد الليلة فيكم مولود؟ وهل نزل بكم نازل؟ فيقال : ولد
لفلان غلام ، ولفلان جارية ، فيقول : سمّوهم ، فيكتب. ويقال نزل بها رجل من أهل اليمن بعياله فيسمّونه وعياله ، فإذا
فرغ من القبائل كلّها أتى الديوان.
وكان الديوان كما
حدثنا سعيد بن عفير ، عن ابن لهيعة فى زمان معاوية أربعين ألفا ، وكان منهم أربعة
آلاف فى مائتين مائتين.
__________________