كالجمل الطنّىّ (١) ، يقدّم رجلا ويؤخّر أخرى ، يرمى (٢) بالكلمة فإن ذلّت العرب (٣) أمضاها ، وإن أنكروها لم يمضها. فقال ذات يوم : ما أدرى فى أىّ كتاب الله تجدون هذا الرزق والعطاء؟ فلو أنّا حبسناه ، فضرب معاوية بن حديج بين كتفيه مرارا حتى ظننّا أنه يجد ألم ذلك ، ثم قال : كلّا والذي نفسى بيده يا بن أبى سفيان ، أو لنأخذنّ (٤) بنصولها ثم لتقفنّ على أنادرها ، ثم لا تخلص منها إلىّ دينار ولا درهم ، فسكت معاوية.
ويكنّى معاوية بن أبى سفيان بأبى عبد الرحمن ، ومعاوية بن حديج بأبى نعيم.
وكان الديوان كما حدثنا سعيد بن عفير ، عن ابن لهيعة ، فى زمان معاوية أربعين ألفا ، وكان منهم أربعة آلاف فى مائتين مائتين.
حدثنا عبد الملك بن مسلمة ، حدثنا ابن وهب ، عن ابن لهيعة ، عن رزين بن عبد الله مثله. وزاد فكان إنما يحمل إلى معاوية ستمائة ألف فضل أعطيات الجند.
حدثنا هانئ ، حدثنا ضمام ، عن أبى قبيل ، قال : كان معاوية بن أبى سفيان قد جعل على كلّ قبيلة من قبائل العرب رجلا ، فكان على المعافر رجل يقال له الحسن ، يصبح كل يوم فيدور على المجالس ، فيقول : هل ولد الليلة فيكم مولود؟ وهل نزل بكم نازل؟ فيقال : ولد لفلان غلام ، ولفلان جارية ، فيقول : سمّوهم ، فيكتب. ويقال (٥) نزل بها رجل من أهل اليمن بعياله فيسمّونه وعياله ، فإذا فرغ من القبائل (٦) كلّها أتى الديوان.
وكان الديوان كما حدثنا سعيد بن عفير ، عن ابن لهيعة فى زمان معاوية أربعين ألفا ، وكان منهم أربعة آلاف فى مائتين مائتين.
__________________
(١) كالجمل الطنّىّ : ج : «كالجبل الطبّى». ك «كالجمل البطىء». والطنّىّ : الرجل الجسيم. وقد تصحفت فى طبعة عامر إلى «الظنى».
(٢) ب : «ويرمى». ج : «يومى».
(٣) ك : «فإن ذلت لها العرب».
(٤) ب : أو لتأخذن».
(٥) ب : «ويقال بل نزل».
(٦) أ ، ج ، ك : «القبيل».