ومن لاحظ
الأحوال وازن بينها
|
|
ولم ير للدّنيا
الدّنية من خطر
|
وأمسى لأنواع
الولايات نابذا
|
|
فغير نكير أن
تواجه بالنكر
|
فيهنيك يهنيك
الذي أنت أهله
|
|
من الزّهد فيها
والتّوقّي من الوزر
|
ولا تكترث من
حاسديك فإنّهم
|
|
حصى والحصى لا
يرتقي مرتقى البدر
|
ومن عامل
الأقوام بالله مخلصا
|
|
له منهم نال
الجزيل من الأجر
|
بقيت لربع الفضل
تحمي ذماره
|
|
وخار لك الرّحمن
في كلّ ما تجري
|
إيه سيدي رضي الله
عنكم وأرضاكم ، وأطنبتم في كتابكم في الثناء على السّلطان الذي أنعم بالإبقاء ،
والمساعدة على الانفصال عن خطّة القضاء ، واستوهبتم الدعاء له ممّن هنا من
الأولياء ، ولله درّكم في التنبيه على الإرشاد إلى ذلكم ، فالدّعاء له من الواجب ،
إذ فيه استقامة الأمور ، وصلاح الخاصّة والجمهور ، وعند ذلك ارتفعت أصوات العلماء
والصلحاء بهذا القطر له ولكم بجميل الدعاء. أجاب الله فيكم أحسنه وأجمله ، وبلّغ
كل واحد منكم ما قصده وأمّله. وأنتم أيضا من أنتم من أهل العلم والجلالة ، والفضل
والأصالة ، وقد بلغتم بهذه البلاد الغاية من التّنويه ، والحظّ الشّريف النبيه ،
لكن أراد الله سبحانه أن يكون لمحاسنكم في تلك البلاد المعظّمة ظهور ، وتحدث بعد
الأمور أمور ؛ وبكلّ اعتبار ، فالزمان بكم ـ حيث كنتم ـ مباه ، والمحامد مجموعة
لكم جمع تناه. ولما وقف على مكتوبكم إليّ مولانا السّلطان أبو عبد الله ، أطال
الثناء على مقاصدكم ، وتحقّق صحيح ودادكم ، وجميل اعتقادكم ، وعمّر مجلسه يومئذ
بالثّناء عليكم ، والشّكر لما لديكم.
ثم ختم الكتاب
بالسلام من كاتبه علي بن عبد الله بن الحسن مؤرّخا بصفر