الصخرة التي بمنى بأصل ثبير هي الصخرة التي ذبح عليها إبراهيم فداء إسحاق ابنه ، هبط عليه من ثبير كبش أعين أقرن له ثغاء ، فذبحه قال : وهو الكبش الذي قرّبه ابن آدم فتقبّل منه ، كان مخزونا حتى فدى به إسحاق ، وكان ابن آدم الآخر قرّب حرثا فلم يتقبّل منه.
أنبأنا أبو الحسن الخشوعي ، حدّثنا أبو بكر الخطيب ، أنبأنا أبو الحسن بن رزقوية (١) ، أنبأنا عثمان بن أحمد ، وأحمد بن سندي ، قالا : أنبأنا الحسن بن علي ، حدّثنا إسماعيل بن عيسى ، حدّثنا إسحاق بن بشر ، عن عثمان بن السّاج ، أخبرني عبد الله بن عثمان بن خثيم (٢) ، عن أبيه ، عن سعيد بن جبير قال ابن خثيم (٣) : خرجت معه ـ يعني ـ سعيد بن جبير من منزله بأسفل منى ، وسعيد متكئ على يده عامدا إلى الجمرة حتى إذا حاذى منزل بني مضرس من منى قال لي : يا عثمان ـ ووقف ـ إنّ هذا الصفا بأصل ثبير حذاء أبيات بني مضرس فإن ابن عباس أخبرني أن عليه تل إبراهيم إسحاق للجبين ، وأنه أنزلت ذبيحته من رأس ثبير يشتدّ حوله حتى قام عند إبراهيم فذبحه ، وهو كبش أفزع أعين ، وهو قربان ابن آدم تقبّل منه ، وكان عند الله مخزونا حتى فدى به إسحاق ، وكان شأن ابن آدم أنهم كانوا رجلين وامرأتين وكانوا توأمين رجل وامرأة في بطن ، ورجل وامرأة في بطن ، وكان أحد الرجلين حراثا والآخر راعي غنم ، وكانت أخت الحراث امرأة حسناء ، وكانت أخت الراعي امرأة قبيحة ، فقال راعي الغنم : أنكحني أختك وأنكحك أختي ، فقال : لا ، إنّما تريد أن تستأثر بأختي لحسنها ، قال : لو كان ذاك أبعد فيما بيننا كان هو أحسن ، فهلم نقرّب قربانا ، أينا تقبّل قربانه اتّبع الآخر أمره ، فقرّبا قربانهما فصيّر الحراث كومة من طعامه وربط الراعي كبشا من غنمه ، فأصبحا فغدوا على قربانهما فوجدا (٤) الكبش قد تقبّل وهو ذبيحة إسحاق عليهالسلام الذي فدى به.
أخبرنا أبو المظفّر عبد المنعم بن عبد الكريم القشيري ، أنبأنا أبي الأستاذ الإمام أبو القاسم عبد الكريم بن هوازن ، أنبأنا أبو الحسن الأهوازي ، أنبأنا أحمد بن عبيد البصري ، حدّثنا إسماعيل بن الفضل ، حدّثنا يحيى بن مخلد ، حدّثنا معافى بن عمران ، عن الحارث بن شهاب ، عن معبد ، عن أبي قلابة ، عن ابن مسعود قال : إن النبي صلىاللهعليهوسلم قال :
__________________
(١) بالأصل : زرقويه ، بتقديم الزاي تصحيف ، والتصويب عن م ، وز.
(٢) بالأصل وم وز : خيثم ، تصحيف ، والصواب ما أثبت بتقديم الثاء المثلة ، وهو عبد الله بن عثمان بن خثيم القاري المكي ترجمته في تهذيب الكمال ١٠ / ٣٢٤.
(٣) بالأصل وم وز : خيثم ، تصحيف ، والصواب ما أثبت بتقديم الثاء المثلة ، وهو عبد الله بن عثمان بن خثيم القاري المكي ترجمته في تهذيب الكمال ١٠ / ٣٢٤.
(٤) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : فوجدوا.