فإذا وزنت قديم ذي حسب به (١) |
|
خضعت لفضل قديمه الأحساب |
عقم النساء بمثله وتعطّلت |
|
من أن تضمن بمثله الأصلاب |
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، حدّثنا [ـ و](٢) أبو منصور بن خيرون ، أنبأنا أبو بكر الخطيب (٣) ، أخبرني الأزهري ، حدّثنا أحمد بن إبراهيم بن الحسن ، حدّثنا أحمد بن مروان المالكي ، حدّثنا المبرّد ، حدّثنا أبو عبد الرّحمن التّوّزي قال :
استهدى المعتصم من أبي دلف كلبا أبيض كان عنده ، فجعل في عنقه قلادة كيمخت أخضر وكتب عليها :
أوصيك خيرا به فإنّ له |
|
خلائقا لا أزال أحمدها |
يدلّ ضيفي عليّ في ظلم الليل |
|
إذا النار نام موقدها |
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنبأنا الأمير أبو محمّد الحسن (٤) بن عيسى بن المقتدر بالله ـ قراءة عليه ـ قال : كان أبو دلف يشتو بالعراق ويصيف بالجبال فقال في ذلك :
إنّي امرؤ كسروي (٥) الفعال |
|
أصيف الجبال وأشتو العراقا |
وألبس للحرب أثوابها |
|
وأعتنق الدارعين اعتناقا |
فاختار بفضل رأيه وحزمه وصحة قريحته ، أن يصيف في الجبال ليسلم من هوامّ العراق ، وذبابه ، وغلظ هوائه ، وسخونة مائه ، ويشتو بالعراق ليسلّم من زمهرير الجبال ، وأنديتها ، وثلوجها ، ورياحها ولأن العراق (٦) في فصل الخريف والشتاء أفضل منه في الربيع والصيف وقال أيضا :
ألم ترني حين حال الزمان |
|
أصيف العراق وأشتو الجبالا |
سموم المصيف وبرد الشتاء |
|
حنانيك حالا ادالتك حالا |
فصبرا على حدث النائبات |
|
أبين الحوادث إلّا انتقالا |
__________________
(١) كذا بالأصل وم : «به خضعت» وفي «ز» : «حسب فقد جمعت».
(٢) الزيادة عن م ، وفي «ز» : «وأبو» وكلمة «حدثنا» قبلها سقطت.
(٣) الخبر والشعر في تاريخ بغداد ١٢ / ٤١٩.
(٤) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : «الحسين» تصحيف ، راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٧ / ٦٢١.
(٥) رسمها مضطرب بالأصل ، والمثبت عن م و «ز».
(٦) في م : «الرياح» وعليها خط ، وعلى هامشها : العراق.