من وهران بأن أتوهم مع الساحل وخرجوا لسيدي عبد الرحمن الصّماش وهبرة في غفلة إلى أن كادوا يصلونهم وهم مفترقون في النزول ولما بلغهم الخبر بغتة فزعوا لسيدي عبد المؤمن بن عبد الرحمن وأعلموه بذلك فقال لهم لا خوف عليكم هم غنيمة لكم. وكان هبرة بشرق وادي هبرة العدوّ بغربه وهو حاجز بينهم ولم يخرج السيد من خلوته فبينما هم في الرجاء والخوف وإذا بوادي الحمام أتى حاملا حملة منكرة وكذلك وادي سيق وصار العدوّ بين الوادين في الغرق فركبت هبرة ظهورهم أخذا وقتلا ولم ينج منهم إلا القليل وقد غرق أكثر الإسبانيين بالماء وأخذت هبرة دوابهم وأثقالهم ومن ثم سمي سيدي عبد المؤمن بحمّال الويدان (ص ١٥٣) للآن. ووقائع هبرة مع الإسبانيين كثيرة ومن أراد استفاءها فليراجع الكتاب / الذي اسمه : القول اليقين في وقائع هبرة مع الإسبانيين للحافظ أبي العباس أحمد ابن محمد الشقراني. وكان هبرة في القتال مع الإسبانيين وسويد غير عامرة ولذلك ضعف حالهم وتلاشا (كذا) أمرهم. وسبب مقاتلتهم مع سويد أن هبرة كانوا يتعرضون للمسلمين الفارين من الأندلس لهذه العدوة لما تغلب عليهم الإسبانيون بها وحيث ينزلون بمرسى رزيو يذهبون لهم هبرة فيأخذون ما بأيدهم حتى أنهم يشقون بطون المهاجرين ظنّا منهم أنهم يبتلعون الناض أو غيره ، فسمع بذلك ولي الله الأكبر سيدي محمد أقدار التجيني الذي ضريحه بسدّار مينا المتوفى سنة خمس وستين وألف (١) فامتلأ غيضا وحرّض أحميد العبد كبير سويد وقيل حرض ابنه أحمد بن أحمد العبد على غزو هبرة المنتهكين لحرمة المهاجرين فأتاه من السّرسو بجنود سويد ووافق ذلك ختم صحيح البخاري في يوم الجمعة فزحف إلى هبرة وكافة بطونهم بتلك الجنود الكثيرة العدد ووقع المصاف بسدار العامري المسمى الآن بالغمرى ووقعت بين الفريقين حروب عظام فانهزمت جموع هبرة وركبت سويد أكتافهم فقتلوا منهم كيف شاؤا وكان جملة من قتل من هبرة مائتان وعشرون من الأبطال فمن ثم انكسرت شوكتهم وقلّ عددهم واضمحلّ جمعهم وافترقوا في الأعراش فلم يبق بمحلهم إلا دوار واحد يسمى بهبرة للآن مع تسلط الإسبانيين عليهم أيضا. ولما تراكمت عليهم
__________________
(١) الموافق ١٦٥٤ ـ ١٦٥٥ م.