عن المدينة على
مسافة ثلاثة أيام إلى الشمال بسير الجمل ، وإنها كانت آيلة إلى الخراب ، فبعد أن
كان ابن رشيد يأخذ منها في السنة (١٢٥) ألف ريال ، أصبحت الدولة لا تأخذ منها إلا
ألف ريال.
العلا ووادي القرى
ومن الأماكن
القابلة جدا للعمارة العلا ـ بضم أوله ـ وهي على مسافة سبع أو ثماني ساعات من
المدينة المنورة ، إلى الشمال بسير القطار الباخر.
قال ياقوت (٤ /
٣٣٨ ـ ٣٣٩) : هو اسم لموضع من ناحية وادي القرى ، بينها وبين الشام ، نزله رسول
الله صلىاللهعليهوسلم في طريقه إلى تبوك ، ولم يذكر ياقوت شيئا عن جنان العلا
ولذّة فواكهها ، وجودة ثمارها وتمورها ، فهي من أجلّ المراكز المرجوة لعمران القسم
الشماليّ من الحجاز.
ووادي القرى كلّه
من الأماكن المرجوة لعمران الحجاز ، نقل ياقوت في «المعجم» قول أبي المنذر عن وادي
القرى قال : سمّي وادي القرى لأنّ الوادي من أوله إلى آخره قرى منظومة ، وكانت من
أعمال البلاد ، وآثار القرى إلى الآن بها ظاهرة ، إلا أنّها في وقتنا هذا كلها
خراب ، ومياهها جارية تتدفّق ضائعة ، لا ينتفع بها أحد.
قال أبو عبيد الله
السكوني : وادي القرى والحجر والجناب منازل قضاعة ، ثم جهينة وعذرة وبلي ، وهي بين
الشام والمدينة ، يمرّ بها حاجّ الشام ، وهي كانت قديما منازل ثمود وعاد ، وبها
أهلكهم الله ، وآثارها إلى الآن باقية ، ونزلها بعدهم اليهود ، واستخرجوا كظائمها
، وأساحوا عيونها ، وغرسوا نخلها ، فلما نزلت بهم القبائل عقدوا بينهم حلفا ، وكان
لهم فيها على اليهود طعمة وأكل في كل عام ، ومنعوها لهم عن العرب ، ودفعوا عنها
قبائل قضاعة.
وروي أنّ معاوية
بن أبي سفيان مرّ بوادي القرى. فتلا قوله تعالى : (أَتُتْرَكُونَ فِي ما
هاهُنا آمِنِينَ (١٤٦) فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (١٤٧) وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُها