ومن الحديث النبوي
المأثور «الطائف من مكة ، ومكة من الطائف» كرّرها صلىاللهعليهوسلم ثلاث مرات.
ولقد جاء في بعض
الأحاديث التي نقلها الميورقي ورواها العجيمي صاحب «إهداء اللطائف» أنّ الطائف من
مكة ، ومكة من الطائف.
ونقل الميورقي عن
سطيح : أنّه ستكون فتن في آخر الزمان ، خير النّاس في ذلك الزمان من كان بجدارات
الطائف إلى عرقوب بجيلة. قال الميورقي : إنّه حديث ضعيف ، وقال العجيمي : إلا أنّه
يشهد له حديث الترمذي عن عمرو بن عوف قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم «إنّ الدين ليأرز
إلى الحجاز كما تأرز الحيّة إلى جحرها» قال في «القاموس» : والحجاز مكة والمدينة والطائف
ومخاليفها ، كأنّها حجزت بين نجد وتهامة. انتهى.
قلت : وزاد صاحب «تاج
العروس» اليمامة ، فقال : إنّها من الحجاز ، وقال في شرح قوله : (إنّها حجزت بين
نجد وتهامة ، أو بين الغور والشام والبادية ، أو بين الغور ونجد ، ثم قال صاحب «القاموس»
: أو بين نجد والسراة ، أو لأنّها احتجزت بالحرار الخمس) فقال صاحب «التاج» في
شرحها : حرّة بني سليم ، وحرّة واقم ، وحرّة ليلى ، وحرّة شوران ، وحرّة النار ،
وهذا قول الأصمعي.
وقال الأزهري :
سمّي حجازا لأنّ الحرار حجزت بينه وبين عالية نجد.
قال : وقال ابن
السكّيت : ما ارتفع عن بطن الرمة فهو نجد ، إلى ثنايا ذات عرق ، وما احتزمت به
الحرار حرة شوران ، وعامة منازل بني سليم إلى المدينة ، فما احتاز في ذلك كلّه
حجاز ، وطرف تهامة من قبل الحجاز مدارج العرج ، وأولها من قبل نجد مدارج ذات عرق ،
وقال
__________________