وقال الخير الزركلي حفظه الله في «ما رأيت وما سمعت» (١) : سلامة قرية محاذية للطائف من جهة باب ابن عباس ، كثيرة البيوت ، بعضها عامر ، وبعضها خرب ، سكانها قليلون ، من قريش وغيرها ، ثم قال : هي الآن في ظاهر البلدة ، يفصل السور بينها وبين قبة ابن عباس ، ثم قال : إنّ الشريف سرورا نزل بها سنة (١١٩٣) ، وهذا دليل على أنّها كانت عامرة لعهده. انتهى.
والشريف سرور هو جد الشريف عبد المطلب ، جد ذي السمو الأمير علي حيدر نزيل بيروت اليوم.
فعين سلامة هذه جرّها الأمراء ذوو عون إلى شبرا ، على مسافة نصف ساعة ، وتركوا منها مشارع لورود الأهالي ، وأحدثوا عليها هذا البستان البديع الذي حول ذلك القصر.
وأما المثناة ، فهي على مسافة ثلاثة أرباع الساعة من الطائف نحو الغرب ، وتعدّ أجمل مزرعة في الطائف : وادي وجّ الشهير على جانبيه البساتين والجنان الغناء مشتبكة اشتباك الغاب الأشبى ، وعين ماء مجرورة بقني تحت الأرض من مسافة ساعة ونصف من ناحية جبل برد ـ (بالتحريك) ـ أعلى جبل في أرض الطائف.
وهذه العين هي أغزر عيون تلك البلاد ، تصبّ في الثانية (٤٤) ليبرة ، ويسقى منها نحو (٤٠) بستانا في المثناة ، ثم تنحدر فضلة المياه صوب الطائف.
وجميع هذه البساتين وما فيها من قصور وأبراج تخصّ الأشراف ذوي زيد ، ومنها شيء لأشراف آخرين ، يقال لهم : الشنابرة.
وفي هذه المثناة من الفواكه من العنب والسّفرجل والخوخ ـ الذي
__________________
(١) [ما رأيت وما سمعت : (٩٠)].