يجعلك الله مع صاحبيك : رسول الله صلىاللهعليهوسلم وأبي بكر ، لأنّي سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «ذهبت أنا وأبو بكر وعمر ، ورجعت أنا وأبو بكر وعمر» ، وكنت أظن ليجعلك الله معهما [٩٨٣٢].
وروي عن علي من وجه آخر :
أخبرناه أبو غالب بن البنّا ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، نا محمّد بن المؤمّل الصّيرفي ، نا عبد الرزّاق بن منصور ، نا المغيرة بن عبد الله ، نا ابن سمعان ، عن سعد بن إبراهيم ، عن إبراهيم بن عبد الرّحمن بن عوف قال :
رأيت علي بن أبي طالب قائما عند عمر حين توفي وسجّي عليه بثوبه ينفض (١) عيناه وهو يقول : رحمة الرّحمن عليك ، فو الله ما خلق الله تعالى من رجل كنت ألقى الله بصحيفته أحبّ إلي من هذا المسجّى بثوبه ما خلا النبي صلىاللهعليهوسلم.
أنبأنا أبو سعد محمّد بن محمّد بن المطرّز ، وأبو علي الحداد ، قالا : أنا أبو نعيم الحافظ ، نا أبو محمّد بن حيّان ، نا محمّد بن سليمان ، نا الخليل بن أسد البصري ، نا نصر بن أبي سلام الكوفي أبو عمرو ، نا عباءة (٢) بن كليب الليثي ، عن عثمان بن زيد الكناني ، عن عيسى بن عبد الرّحمن بن أبي ليلى ، عن أوفى بن حكيم قال :
لما كان اليوم الذي هلك فيه عمر خرج علينا عليّ مغتسلا ، فجلس ، فأطرق ساعة ، ثم رفع رأسه فقال : لله در باكية عمر ، قالت : وا عمراه قوّم الأود ، وأبرأ العمد (٣) ، وا عمراه ، مات نقيّ الثوب ، قليل العيب ، وا عمراه ، ذهب بالسّنّة وأبقى الفتنة.
أخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرّحمن ، أنا أبو الحسن الخلعي ، أنا أبو محمّد بن النحاس ، أنا أبو سعيد بن الأعرابي ، نا ابن المنادي ، نا إبراهيم بن يوسف الزهري ، نا بردان ، عن صالح بن كيسان ، عن ابن بحينة قال :
لما أصيب عمر قلت : والله لآتين عليا فلأسمعن مقالته ، فخرج من المغتسل ، فأطم
__________________
(١) كذا بالأصل ، وفي م اللفظة بدون إعجام ، وفي «ز» : تفيض عيناه.
(٢) الأصل : «عبيدة» تصحيف ، والتصويب عن م و «ز» ، انظر ترجمته في تهذيب الكمال ٩ / ٤٨٨.
(٣) العمد محركة : ورم ودبر ، يكون في الظهر ، وفي حديث عمر «أن نادبته قالت : وا عمراه ، أقام الأود وشفى العمد» أرادت به أنه أحسن السياسة. جاء هذا في تاج العروس (بتحقيقنا : مادة : عمد).