نعم ، فقال عمر : لا تغرّني أنت ولا أصحابك ، يا عبد الله بن عمر ، خذ رأسي عن الوسادة فضعه (١) في التراب لعل الله ـ جل ذكره ـ ينظر إليّ ، فيرحمني ، والله لو أن لي ما طلعت عليه الشمس لافتديت به من هول المطلع.
وصلّى على عمر صهيب.
أخبرنا أبو علي بن السبط ، أنا أبو محمّد الجوهري.
ح وأخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنا أبو علي بن المذهب.
قالا : أنا أحمد بن جعفر ، نا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدّثني أبي (٢) ، نا عفان بن مسلم ، نا حمّاد بن سلمة ، عن علي بن زيد ، عن أبي رافع.
أن عمر بن الخطّاب كان مستندا إلى ابن عبّاس وعنده ابن عمر ، وسعيد بن زيد فقال : اعلموا أنّي لم أقل في الكلالة شيئا ، ولم أستخلف من بعدي أحدا ، وإنه من أدرك وفاتي من سبي العرب فهو حر من مال الله ، فقال سعيد بن زيد ، أما إنك لو أشرت برجل من المسلمين لائتمنك الناس ، وقد فعل ذلك أبو بكر وائتمنه الناس ، فقال عمر : قد رأيت من أصحابي حرصا سيئا ، وإنّي جاعل هذا الأمر إلى هؤلاء النفر الستّة الذين مات رسول الله صلىاللهعليهوسلم وهو عنهم راض ، ثم قال عمر : لو أدركني أحد رجلين ثمّ جعلت هذا الأمر إليه لوثقت به : سالم مولى أبي حذيفة ، وأبو عبيدة بن الجرّاح.
أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن أحمد بن إبراهيم في كتابه ، ثم أخبرنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي الحسن إبراهيم ، أنا سهل بن بشر ، قالا : أنا أبو القاسم علي بن محمّد بن علي الفارسي ، أنا القاضي أبو الطاهر محمّد بن أحمد بن عبد الله الذهلي ، نا جعفر بن محمّد الفريابي ، نا عبيد الله بن عمر القواريري ، نا حمّاد بن زيد ، نا أيوب ، عن ابن أبي مليكة قال : قال ابن عبّاس.
لما طعن عمر كنت قريبا منه ، فمسست بعض جسده ، فقلت : جلد لا يمسّه النار أبدا ، قال : فنظر إليّ نظرة جعلت أرثي له منها ، قال : وما علمك بذاك؟ قال : قلت : يا أمير المؤمنين صحبت رسول الله صلىاللهعليهوسلم فأحسنت صحبته ، وفارقك وهو عنك راض ، وصحبت أبا
__________________
(١) في «ز» : «نا قصعة».
(٢) رواه أحمد بن حنبل في مسنده ١ / ٥٤ رقم ١٢٩ طبعة دار الفكر.