محمّد بن عبد الله بن يزيد المقرئ ، نا سفيان ، عن عمرو ـ يعني ابن دينار ـ عن يحيى بن جعدة ، عن ابن عباس قال :
لما طعن عمر قال : الآن لو أن لي الدنيا وما فيها لافتديت بها من هول المطّلع ، فقلت له : لم؟ قد صحبت رسول الله صلىاللهعليهوسلم فمات وهو عنك راض ، ووليت المسلمين فعدلت فيهم ، فقال : أعد عليّ الكلمات ـ وقال مرة قال ابن عباس : أبشر يا أمير المؤمنين.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، أنا الحسين بن محمّد ، أنا محمّد بن سعد (١) ، أنا عبيد الله بن موسى ، عن إسرائيل بن يونس ، عن كثير النّوّاء ، عن أبي عبيد مولى ابن عباس عن ابن عباس قال :
كنت مع علي ، فسمعنا الصّيحة على عمر ، قال : فقام وقمت معه حتى دخلنا عليه البيت الذي هو فيه ، فقال : ما هذا الصوت؟ فقالت له امرأة : سقاه الطبيب نبيذا فخرج ، وسقاه لبنا فخرج ، فقال : لا أرى أن يمسي ، فما كنت فاعلا فافعل ، فقالت أم كلثوم : وا عمراه ، وكان معها نسوة فبكين معها ، وارتجّ البيت بكاء ، فقال عمر : والله لو أن لي ما على الأرض من شيء لافتديت به من هول المطّلع ، فقال ابن عبّاس : والله إنّي لأرجو أن لا يراها إلّا مقدار ما قال الله (وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وارِدُها)(٢) إن كنت ما علمنا لأمير المؤمنين ، وأمين المؤمنين ، وسيّد المؤمنين ، تقضي بكتاب الله ، وتقسم بالسوية ، فأعجبه قولي ، فاستوى جالسا ، فقال : أتشهد لي بهذا يا ابن عباس؟ قال : فكففت ، فضرب على كتفي ، فقال : أشهد (٣)؟ قلت : نعم ، أنا أشهد.
أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو الحسن بن لؤلؤ ، أنا محمّد بن الحسين بن شهريار ، نا عمرو الفلّاس ، نا أبو (٤) عاصم عبد الله بن عبيد الله العبّاداني ، نا علي بن زيد قال :
لما طعن عمر دخل عليه عليّ يعوده ، فقعد عند رأسه ، وجاء ابن عباس ، فأثنى عليه ، فقال له عمر : أنت لي بهذا يا ابن عباس ، فأومى إليه علي ، أن قل : نعم ، فقال ابن عبّاس :
__________________
(١) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى ٣ / ٣٥١ ـ ٣٥٢.
(٢) سورة مريم ، الآية : ٧١.
(٣) في «ز» : «أتشهد» وفي ابن سعد : فقال : اشهد لي بهذا يا ابن عباس ، قال قلت : نعم أنا أشهد.
(٤) «نا أبو» مكررة بالأصل.