دموعه أثرا ثم قال : إنّ عمر كان أعلمنا بالله ، وأفقهنا في دين الله ، وأقرأنا لكتاب الله ، فاقرأها كما أقرأكها عمر ، فو الله لهي أبين من طريق السّيلحين (١) ، وبالله ما من أهل بيت لم يدخل حزن عمر يوم أصيب إلّا أهل بيت سوء ، إنّ عمر كان حصنا حصينا ، يدخل الإسلام فيه ، ولا يخرج منه.
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنا أبو طالب بن غيلان ، نا أبو بكر الشافعي ـ إملاء ـ نا محمّد بن أحمد بن النّضر الأزدي ، نا معاوية بن عمرو ، نا زائدة ، عن عبد الملك بن عمير ، عن زيد بن وهب قال :
تنازع رجلان في آية ، فبينما نحن كذلك إذ أقبل عبد الله من قبل الجبّانة ، فقاما إليه ، وقمت إليه معهما ، فقالا : إنا تنازعنا في آية ، فقال عبد الله لأحدهما : اقره فقرأ ، فقال : من أقرأكها؟ قال : أبو عمرة معقل بن مقرّن ، ثم قال للآخر : اقره [فقرأ](٢) فقال : من أقرأكها؟ فقال : عمر ، فجاءتا (٣) عيناه بأربعة ، فبكى حتى رأيته أخذ دموعه بكفّه فقال به هكذا فرأيت أثرها في الحصى من دموع عبد الله ، ثم قال عبد الله : ما أظن أهل بيت من المسلمين لم يدخل عليهم حزن عمر يوم أصيب إلّا أهل بيت سوء ، إنّ عمر كان أعلمنا بالله ، وأقرأنا لكتاب الله ، وأفقهنا في دين الله ، اقرأ كما أقرأكها عمر ، فو الله لهي أبين من طريق السّيلحين.
ورواها سليمان بن مهران الأعمش ، عن زيد بن وهب :
أخبرنا بها (٤) أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو نصر المزكّي ، أنا أبو زكريا الحربي ، أنا عبد الله بن الشّرقي ، نا عبد الله بن هاشم ، نا وكيع ، نا الأعمش ، عن زيد بن وهب أبي سليمان الجهني قال :
جاء رجلان إلى عبد الله قد اختلفا في آية فقال لأحدهما : اقرأ ، فقرأ ، فقال : من أقرأك؟ قال : أبو حكيم المزني ، وقال للآخر : اقرأ ، فقرأ ، فقال : من أقرأك؟ قال : عمر بن الخطاب ، قال : فبكى عبد الله حتى رأيت دموعه في الحصى ، ثم قال : اقرأ كما أقرأك عمر ،
__________________
(١) كذا وردت هنا ، وهو الصواب فيها ، راجع ما ورد في معجم البلدان بشأنها ٣ / ٢٩٨.
وفي «ز» : «السالحين» وفي م : «السلحين» تصحيف فيهما جميعا.
(٢) الزيادة عن م و «ز» ، ومن قوله : أبو عمرة .. إلى هنا ، سقط من م.
(٣) كذا بالأصل وم و «ز» : جاءتا عيناه.
(٤) كتبت «بها» فوق الكلام في «ز» ، واستدركت على هامش م.