أخبرتنا أم الخير فاطمة بنت علي بن المظفّر بن الحسن قالت : أنا أبو الحسين عبد الغافر بن محمّد بن عبد الغافر الفارسي سنة إحدى وأربعين وأربعمائة ، نا أبو أحمد الحاكم ـ إملاء ـ سنة سبعين ، أنا أبو العباس أحمد بن محمّد بن الحسين الماسرجسي ، نا شيبان ـ يعني ابن فرّوخ الأبلّي (١) ـ نا جرير بن حازم ، عن الحسن قال :
أتى عمر بن الخطّاب أعرابي ، فقال : يا أمير المؤمنين إنّي رجل من أهل البادية وإنّ لي أشغالا ، وإن لي وإن لي ، فأوصني بأمر يكون لي ثقة وأبلغ به ، فقال [عمر :](٢) أرني يدك؟ فأعطاه يده ، فقال : تعبد الله لا تشرك به شيئا ، وتقيم الصلاة ، وتؤتي الزكاة المفروضة ، وتحجّ وتعتمر ، وتسمع وتطيع ، وعليك بالعلانية ، وإياك والشرّ (٣) ، وعليك بكلّ شيء إذا ذكر ونشر لم تستحي منه ولم يفضحك ، وإياك وكلّ شيء إذا ذكر ونشر استحييت وفضحك ، فقال : يا أمير المؤمنين أعمل بهنّ ، فإذا لقيت ربّي أقول : أمرني بهنّ عمر بن الخطّاب؟ فقال : خذهن ، فإذا لقيت ربّك فقل له ما بدا لك.
أخبرتنا أم البهاء بنت البغدادي قالت : أنا أبو الفضل الرازي ، أنا جعفر بن عبد الله ، نا محمّد بن هارون ، نا أبو كريب ، نا أبو معاوية ، أنا مجالد ، عن الشعبي ، عن مسروق ، عن عمر قال :
حسب الرجل دينه ، وأصله عقله ، ومروءته خلقه ، وإن الشجاع ليقاتل عن من لا يبالي أن لا يئوب ، وإنّ الجبان ليفرّ عن أبيه.
أخبرنا أبو غالب بن البنّا ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، نا يحيى بن محمّد بن صاعد ، نا الحسين بن الحسن ، أنا عبد الله بن المبارك (٤) ، نا عبد الرّحمن بن يزيد قال : أخبرني بعض أشياخنا عن عمر بن الخطّاب قال :
لا تعرض لما لا يعنيك ، واعتزل (٥) عدوك ، واحتفظ من خليلك إلّا الأمين ، فإنّ الأمين ليس شيء يعدله ، ولا أمين إلّا من يخشى الله ، ولا تصحب الفاجر فيحملك على الفجور ،
__________________
(١) بالأصل و «ز» : الايلي ، والمثبت عن م ، راجع ترجمته في تهذيب الكمال ٨ / ٤١٨.
(٢) بالأصل وم : «اعمل» تصحيف ، والمثبت عن «ز».
(٣) كذا بالأصل ، وم ، و «ز» والمختصر ، وفي المطبوعة : وإياك والسّرّ.
(٤) رواه عبد الله بن المبارك في كتاب الزهد والرقائق ص ٤٩١.
(٥) بالأصل وم و «ز» : «واعزل» والمثبت عن المختصر.