ولا تفش لأحد سرّك ، وشاور في أمرك الذين يخشون الله عزوجل.
أخبرنا أبو المعالي عبد الخالق بن عبد الصمد بن علي بن البدن ، نا أبو الحسين بن المهتدي قال : قرئ على أبي القاسم عبيد الله بن أحمد الصّيدلاني ، أنا أبو عبد الله المحاملي ، نا محمّد بن حسان ، نا ابن مهدي ، نا سفيان ، عن أبي إسحاق ، عن حسان بن فائد قال : قال عمر :
إنّ الشجاعة والجبن غرائز في الرجال ، يقاتل الشجاع عن من لا يعرف ، ويفرّ الجبان عن أبيه ، والكرم الحسب ، وحسب المرء دينه ، وكرمه خلقه ، وإن كان فارسيا أو نبطيا.
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم ، أنا عبد العزيز بن أحمد ، أنا أبو بكر بن عوف ، أنا أبو العباس بن السمسار ، أنا أبو بكر بن خريم ، نا هشام بن عمّار ، نا شهاب بن خراش ، عن عمه وغيره عن عمر بن الخطّاب قال :
ثلاث يصفين لك ود أخيك : تبدؤه بالسلام إذا لقيته ، وتوسع له في المجلس ، وتدعوه بأحبّ أسمائه إليه.
وثلاث من العي (١) : أن يستبين لك من الناس ما يخفى عليك من نفسك ، وأن تعيب على الناس بالذي تأتي ، وأن تؤذي جليسك بما لا يعنيك.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين ، أنا الحسن بن عبد الودود بن عبد المتكبّر ، أنا أبي ، نا محمّد بن عبد الله بن إبراهيم ، نا الحسين بن محمّد الأنصاري ، نا محمّد بن عبد الله بن حميد ـ بمكة ـ نا حفص بن عمر الأيلي ، نا علي بن نوح ، نا هشام بن سليمان ، عن عكرمة قال : قال عمر بن الخطّاب :
من كتم سره كانت الخيرة في يديه ، ومن عرّض نفسه للتهمة فلا يلومنّ من أساء به الظن ، ولا تظنن بكلمة خرجت من أخيك سوءا تجدلها في الخير مدخلا ، وضع أمر أخيك على أحسنه حتى يأتيك منه ما يغلبك ، ولا تكثر الحلف فيهينك الله ، وما كافأت من عصى الله فيك بمثل أن تطيع الله فيه ، وعليك بإخوان الصدق ، اكتسبهم ، فإنهم زين في الرّخاء ، عدّة عند البلاء.
أخبرنا أبو الحسن الفرضي ، أنا نصر بن إبراهيم الزاهد ، وعبد الله بن عبد الرزّاق ،
__________________
(١) كذا بالأصل وم و «ز» والمختصر ، وفي المطبوعة : العيب.