أحمد بن عمر المقرئ ـ قال إبراهيم : حدّثني وقالوا : ـ أنا أبو محمّد إسماعيل بن علي بن إسماعيل الخطبي ، نا محمّد بن هشام بن أبي الدّميك ، نا أحمد بن مالك بن ميمون ، نا عبد الملك بن قريب الأصمعي ، نا هريم بن الصقر ، عن بلال بن الأشقر ، عن المسور بن مخرمة الزهري ، قال :
خرجنا حجاجا مع عمر بن الخطّاب ، فنزلنا منزلا بطريق مكة يقال له : الأبواء ، فإذا نحن بشيخ على قارعة الطريق فقال الشيخ : يا أيها الركب ، قفوا ، فقال عمر : قفوا ، فوقفنا ، فقال عمر : قل يا شيخ ، قال : أفيكم رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال عمر : أمسكوا لا يتكلّمنّ أحد ، ثم قال : أتعقل يا شيخ؟ قال : العقل ساقني إلى هاهنا ، قال : توفي النبي صلىاللهعليهوسلم ، قال : وقد توفي صلىاللهعليهوسلم؟ قال : نعم ، قال : فبكى حتى ظننّا أن نفسه ستخرج من بين (١) جنبيه ، ثم قال : فمن ولي أمر الأمة من بعده؟ قال : أبو بكر ، قال : نحيف (٢) بني تيم؟ قال : نعم ، قال : أفيكم هو؟ قال : لا ، قال : وقد توفي؟ قال : نعم ، قال : فبكى حتى سمعنا لبكائه شحيجا (٣) ثم قال : فمن ولي أمر الأمة بعده؟ فقال عمر بن الخطّاب قال : فأين كانوا عن أبيض بني أمية ـ يريد عثمان بن عفّان ـ فإنه كان ألين جانبا ، وأقرب؟ قال : قد كان ذلك؟ قال : إن كانت صداقة عمر لأبي بكر لمسلمة إلى خير ، أمنكم هو؟ قال : هو الذي يكلّمك منذ اليوم ، [قال :](٤) أغثني ، فإنّي لم أجد مغيثا قال : ومن أنت؟ بلغك الغوث؟ قال : أنا أبو عقيل أحد بني مليل ، لقيت رسول الله صلىاللهعليهوسلم ردهة بني جعل ، دعاني إلى الإسلام ، فآمنت به وصدّقت بما جاء به سقاني شربة من سويق ، شرب رسول الله صلىاللهعليهوسلم أولها ، وشربت آخرها ، فما برحت أجد شبعها إذا جعت ، وريّها إذا عطشت [(٥) ، وبردها إذا أصبحت ، ثم تيمّمت في] رأس الأبيض أنا وقطعة غنم لي ، أصلّي في يومي وليلتي خمس صلوات ، وأصوم شهرا ، وهو رمضان ، وأذبح شاة لعشر ذي الحجة ، أنسك بها ، ذاك علمي حتى ألقت بها السنة ، فما أبقت لنا منها إلّا شاة واحدة كنا ننتفع بدرّتها ، فغبنها الذئب البارحة الأولى ، فأدركنا ذكاتها ، فأكلنا ، وبلغناك ببعض ، فأغث أغاثك الله ، فقال عمر : بلغك الغوث ، بلغك الغوث ، أدركني على الماء.
__________________
(١) «بين» كتبت فوق الكلام في «ز».
(٢) تقرأ بالأصل وم و «ز» : «بخيف» والمثبت عن المختصر.
(٣) بالأصل وم و «ز» : «سحيحا» والمثبت عن المختصر.
(٤) سقطت من الأصل واستدركت عن «ز» ، وم.
(٥) ما بين الرقمين بياض مكانه في «ز».