والواقف (١) المسئول بينهنّه |
|
إما إلى نار وإما إلى جنّه |
قال : فبكى عمر حتى خضلت لحيته ، وقال لغلامه : أعطه قميصي هذا لذلك اليوم ، لا لشعره ، والله لا أملك غيره.
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور الفقيه ، نا أبو بكر الخطيب (٢) ، نا محمّد بن أحمد بن رزق في سنة سبع وأربعمائة ، نا أحمد بن علي بن عبد الجبار بن جبرويه أبو سهل الكلوذاني ، نا محمّد بن يونس القرشي ، نا روح بن عبادة ، عن عوف ، عن قسامة بن زهير قال :
وقف أعرابي على عمر بن الخطّاب فقال :
يا عمر الخيّر خير (٣) الجنّة |
|
جهّز بنيّاتي واكسهنه |
أقسم بالله لتفعلنه |
قال : فإن لم أفعل يكون ما ذا يا أعرابي؟ قال :
أقسم أنّي سوف أمضينّه
قال : فإن مضيت يكون ما ذا يا أعرابي؟ قال :
والله عن حالي لتسألنّه |
|
ثم تكون المسألات ثمّة |
والواقف المسئول بينهنه |
|
إما إلى نار وإما إلى جنة |
قال : فبكى عمر حتى اخضلّت لحيته بدموعه ، ثم قال : يا غلام أعطه قميصي هذا لذلك اليوم لا لشعره ، والله ما أملك قميصا غيره.
أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله ، أنا أبو بكر الخطيب ، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن مخلد بن جعفر بن مخلد المعدل ، وأبو الحسن محمّد بن أحمد بن رزقوية ، والقاضي أبو الحسن محمّد بن صالح بن جعفر بن محمّد بن الرازي ، وأبو الحسن علي بن
__________________
(١) في أدب الدنيا والدين : وموقف المسئول.
(٢) الخبر والشعر في تاريخ بغداد ٤ / ٣١٢ في ترجمة أحمد بن علي بن عبد الجبار ، ابن جبرويه.
(٣) كذا بالأصل وم و «ز» ، وفي تاريخ بغداد : جزيت.