الحرار (١) ، نا عبد الله بن نمير ، نا عبيد الله بن عمر ، عن ثابت ، عن أنس قال (٢) :
تقرقر بطن عمر من أكل الزيت عام الرّمادة ، فكان قد حرّم على نفسه السمن ، قال : فنقر بطنه بإصبعه فقال : تقرقر بقرقرتك ، إنه ليس عندنا غيره حتى يحيا الناس.
أخبرنا أبو القاسم محمشاد بن محمّد بن محمشاد ـ بنيسابور ـ نا أبو بكر أحمد بن علي بن عبد الله بن عمر بن خلف الشيرازي ـ إملاء ـ أنا الشيخ أبو سعد عبد الرّحمن بن حمدان العدل ، أنا أبو الحسن علي بن الحسن بن أحمد القطان ، حدّثني أبو يعقوب إسحاق بن شبيب ، نا أبو سهل فارس بن عمرو ، نا أبو معاذ معروف بن حسان ، نا عمر بن ذرّ ، أخبرني نافع عن ابن عمر.
أنّ عمر لمّا كان عام الرمادة واشتد الجوع على أهل المدينة قال : أقول والله لا أتأدم ـ وكان رجلا لا يوافقه الزيت ، ولا الشعير ، ولا التمر ، وكان يوافقه السمن ، فقال : والله لا أتأدم ـ بالسمن حتى يفتح الله على المسلمين عامه هذا ، قال : فشحب وصخب بطنه ، وضعف (٣) قوته ، قال : فاشترت ابنته له عكّة من سمن ، فحلف بالله لا يأكل منها ، ولا يتأدمها ، فجعل إذا أكل خبز الشعير والتمر بغير أدم تقرقر بطنه ، يقول ـ هو في المجلس ويضع يده على بطنه ـ : إن شئت فقرقر ، وإن شئت لا تقرقر ، ما لك عندي أدم حتى يفتح الله على العامة.
أخبرنا أبو بكر بن عبد الباقي ، أنا أبو محمّد الحسن بن علي ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، أنا الحسين بن الفهم ، أنا محمّد بن سعد (٤) ، أنا محمّد بن عمر (٥) ، حدّثني أسامة بن زيد ، حدّثني نافع مولى الزبير قال : سمعت أبا هريرة يقول :
رحم الله ابن حنتمة ، لقد رأيته عام الرمادة ، وإنه ليحمل على ظهره جرابين وعكة زيت في يده ، وإنه ليعتتب هو وأسلم ، فلما رآني قال : من أين يا أبا هريرة؟ قلت : قريبا ، قال : فأخذت أعقبه ، فحملناه حتى انتهينا إلى صرار (٦) ، فإذا صرم (٧) نحو من عشرين بيتا من
__________________
(١) كذا بالأصل وم و «ز» ، وفي المطبوعة : الخزاز.
(٢) رواه الذهبي في تاريخ الإسلام (الخلفاء الراشدون) ص ٢٧٣ وانظر طبقات ابن سعد ٣ / ٣١٣.
(٣) كذا بالأصل وم و «ز» : «وضعف قوته».
(٤) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى ٣ / ٣١٤.
(٥) من قوله : ابن حيويه إلى هنا استدرك على هامش م.
(٦) صرار ، في عدة مواضع قريبا من المدينة (راجع معجم البلدان).
(٧) الصرم : الجماعة (القاموس).