أخبرنا أبو محمّد بن طاوس ، أنا أبو الفوارس طراد بن محمّد النقيب ، أنا أبو القاسم بن بشران ، نا أبو علي بن صفوان ، نا أبو بكر بن أبي الدنيا ، نا أبو بكر النّسائي ، نا عطاء بن مسلم ، عن العمري ، عن خوّات بن جبير قال :
أصاب الناس قحط شديد على عهد عمر ، فخرج عمر بالناس ، فصلّى بهم ركعتين ، وخالف بين طرفي ردائه ، فجعل اليمين على اليسار ، واليسار على اليمين ، ثم بسط يده فقال : اللهمّ إنا نستغفرك ونستسقيك ، فما برح مكانه حتى مطروا ، فبينا هم كذلك إذا الأعراب قد قدموا ، فأتوا عمر ، فقالوا : يا أمير المؤمنين ، بينا نحن في بوادينا في يوم كذا ، في ساعة كذا ، إذ أظلّنا غمام ، فسمعنا فيها صوتا : أتاك الغوث أبا حفص ، أتاك الغوث أبا حفص (١).
أخبرنا أبو بكر الحاسب ، أنا أبو محمّد بن علي ، أنا أبو عمر بن العباس ، أنا أبو الحسن السّاجي ، أنا أبو علي الفقيه ، أنا محمّد بن سعد (٢) ، أنا محمّد بن عمر ، حدّثني عبد الله بن يزيد الهذلي قال : سمعت السائب (٣) بن يزيد يقول :
ركب عمر بن الخطّاب عام الرّمادة دابة ، فراثت شعيرا ، فرآها عمر فقال : المسلمون يموتون هزلا وهذه الدابة تأكل الشعير؟ لا والله لا أركبها حتى يحيى الناس.
أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن أحمد بن عمر ، أنا أبو طالب محمّد بن علي بن الفتح ، نا أبو الحسين محمّد بن أحمد بن إسماعيل بن سمعون ، نا أبو بكر العبدي ، نا إسماعيل بن إسحاق ، نا أبو ثابت ، نا عبد الله بن وهب ، قال : سمعت مالكا يحدث عن يحيى بن سعيد قال :
اشترت امرأة عمر بن الخطّاب لعمر فرق (٤) سمن بستين درهما ، فقال عمر : ما هذا؟ فقالت امرأته : هو من مالي ليس من نفقتك ، فقال عمر : ما أنا بذائقه حتى يحيا الناس.
أخبرنا أبو منصور محمود بن أحمد بن عبد المنعم ، أنا أبو علي الحسن بن عمر بن يونس ، أنا أبو عمر الهاشمي ، أنا أبو العباس محمّد بن أحمد الأثرم ، نا حميد بن الرّبيع
__________________
(١) رواه ابن كثير في البداية والنهاية ٧ / ١٠٥ وفيها : في وادينا.
(٢) طبقات ابن سعد ٣ / ٣١٢.
(٣) بالأصل و «ز» ، وم : «أبا السائب» والمثبت عن ابن سعد.
(٤) الفرق : ويحرك : مكيال بالمدينة يسع ثلاثة آصع ، أو يسع ستة عشر رطلا ، وهما واحد (القاموس المحيط).