الحسن بن حرب ، نا ابن المبارك ، أنا رشدين (١) بن سعد ، عن عبد الله بن الوليد ، عن وائل المدني أنه حدّث عن نجدة وكان مولى لعمر بن الخطّاب عن عمر.
أنه كان في سوق المدينة يوما ، فطأطأ رأسه ، فأخذ شقّ تمرة فمسحها من التراب ثم مرّ أسود عليه قربة ، فمشى إليه عمر وقال : اطرح هذه في فيك ، فقال له أبو ذر : ما هذه يا أمير المؤمنين؟ قال : هذه أثقل أو ذرّة؟ قال : بل هذه أثقل من ذرّة؟ قال : فهل فهمت ما أنزل الله في سورة النساء : (إِنَّ اللهَ لا يَظْلِمُ مِثْقالَ ذَرَّةٍ ، وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضاعِفْها وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْراً عَظِيماً)(٢) كان بدء الأمر مثقال ذرة ، وكان عاقبته أجرا عظيما.
أخبرنا أبو غالب بن البنّا ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، وأبو بكر بن إسماعيل قالا : أنا يحيى بن محمّد ، أنا الحسين بن الحسن ، أنا ابن المبارك (٣) ، أنا مالك بن مغول أنه بلغه أن عمر بن الخطّاب قال :
حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا ، فإنه أهون ، أو قال : أيسر لحسابكم ، وزنوا أنفسكم قبل أن توزنوا ، وتجهّزوا للعرض الأكبر ، (يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفى مِنْكُمْ خافِيَةٌ)(٤).
قال : وأنا أبو عمر ، نا يحيى بن محمّد ، أنا الحسين ، أنا محمّد بن عبيد ، أنا مسعر ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن يحيى بن جعدة قال : قال عمر بن الخطّاب :
لو لا أن أسير في سبيل الله أو أضع جبيني في التراب ، أو أجالس قوما يلتقطون طيب القول كما يلتقط طيب الثمر لأحببت أن أكون قد لحقت بالله ، عزوجل.
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، أنا رشأ بن نظيف ، أنا الحسن بن إسماعيل ، أنا أحمد بن مروان ، نا محمّد بن عبد العزيز ، نا يحيى بن يعلى بن الحارث ، نا أبي ، عن أبي صخرة ، نا محمّد بن (٥) عمر المخزومي عن أبيه قال :
نادى عمر بن الخطّاب بالصلاة جامعة ، فلمّا اجتمع الناس وكبّروا صعد المنبر ، فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ، وصلّى على نبيه ـ عليه الصلاة والسلام ـ ثم قال : أيها
__________________
(١) بالأصل : «رشد» تصحيف ، والتصويب عن م و «ز».
(٢) سورة النساء ، الآية : ٤٠.
(٣) رواه ابن المبارك في كتاب الزهد والرقائق في باب : الهرب من الخطايا والذنوب ص ١٠٣ رقم ٣٠٦.
(٤) سورة الحاقة ، الآية : ١٨.
(٥) كذا بالأصل وم و «ز» ، وفي المطبوعة : نا محمد ، عن ابن عمر المخزومي ، عن أبيه.