أخبرنا أبو محمّد بن طاوس ، أنا علي بن محمّد بن محمّد بن الأخضر الأنباري ، أنا أبو الحسين بن بشران ، أنا أبو علي بن صفوان ، نا أبو بكر بن أبي الدنيا ، نا هارون بن عبد الله ، نا معن بن عيسى ، عن مالك بن أنس ، عن إسحاق بن عبد الله ، عن أنس بن مالك قال (١) :
سمعت عمر بن الخطّاب يوما ـ وخرجت معه حتى دخل حائطا فسمعته ـ يقول ، وبيني وبينه جدار وهو في جوف الحائط : عمر بن الخطّاب أمير المؤمنين بخ ، والله ليتقين الله بني (٢) الخطاب أو ليعذبنّك.
أخبرنا أبو بكر بن الأنصاري ، أنا الحسن بن علي ، أنا أبو عمر الخزّار (٣) ، أنا أبو الحسن الخشاب ، أنا أبو علي الحسيني بن محمّد ، نا محمّد بن سعد (٤) ، أنا محمّد بن عمر ، حدّثني عبد الله بن نافع ، عن أبيه ، عن ابن عمر قال :
ما رأيت عمر غضب قطّ فذكر الله عنده أو خوّف ، أو قرأ عنده إنسان آية من القرآن ، إلّا وقف عمّا كان يريد.
أخبرنا أبو علي المقرئ في كتابه ، وحدّثني أبو مسعود الأصبهاني عنه ، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد ، نا أبو زرعة ، نا أبو اليمان ، أنا شعيب ، عن الزهري ، عن عبيد الله بن عبد الله ، عن ابن عباس قال :
قدم عيينة بن حصن بن حذيفة بن بدر فنزل على ابن أخيه الحرّ بن قيس (٥) ، وكان من النفر الذين يدنيهم عمر بن الخطّاب ، وكان القراء أصحاب مجالس عمر ومشورته كهولا كانوا أو شبابا ، فقال عيينة لابن أخيه : يا ابن أخ ، هل لك وجه عند هذا الأمير تستأذن لي عليه؟ فقال : سأستأذن لك عليه ، قال ابن عباس : فاستأذن الحر لعيينة ، فأذن له ، فلما دخل عليه قال : هي يا ابن الخطاب ، والله ما تعطينا الجزل ، ولا تحكم بيننا بالعدل ، فغضب عمر حتى همّ أن يوقع به ، فقال له الحرّ : يا أمير المؤمنين إنّ الله قال لنبيه : (خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ
__________________
(١) تاريخ الإسلام (الخلفاء الراشدون) ص ٢٧٠ وتاريخ الخلفاء للسيوطي ص ١٥١.
(٢) كذا بالأصل وم و «ز» وتاريخ الإسلام ، وفي تاريخ الخلفاء : يا ابن الخطاب.
(٣) بالأصل وم : «الحرار» تصحيف ، والتصويب عن «ز» ، والسند معروف.
(٤) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى ٣ / ٣٠٩.
(٥) في م و «ز» : الحر بن قيس بن حصن.