فمرّ بنفر من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم فيهم أبيّ بن كعب ، فقال : من هؤلاء؟ قال : أبي : نفر من أهلك يا أمير المؤمنين ، قال : ما خلّفكم بعد الصلاة؟ قال : جلسنا نذكر الله ، قال : فجلس معهم ، ثمّ قال : لأدناهم إليه : هات قال : فدعا فاستقرأهم رجلا رجلا يدعون حتى انتهى إليّ وأنا إلى جنبه ، فقال : هات ، فحصرت (١) وأخذني من الرّعدة أفكل حتى جعل يجد مسّ ذلك مني ، فقال : ولو يقول اللهم اغفر لنا ، اللهم ارحمنا ، قال : ثم أخذ عمر فما كان في القوم أكثر دمعة ولا أشدّ بكاء منه ، ثم قال : إيها الآن فتفرقوا.
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، أنا رشأ بن نظيف ، أنا الحسن بن إسماعيل ، نا أحمد بن مروان ، أنا يوسف بن عبد الله الحلواني ، نا فضيل بن عبد الوهّاب ، نا جعفر بن سليمان ، عن هشام ، عن الحسن قال :
كان عمر بن الخطّاب يمرّ بالآية من ورده بالليل ، فيسقط حتى يعاد منها أياما كثيرة كما يعاد المريض (٢).
قال : ونا أحمد بن مروان ، نا أبو بكر بن أبي الدنيا ، نا أبو نصر التّمّار ، نا بقية ، عن إبراهيم بن أدهم عن عبد الله قال : قال عمر بن الخطّاب :
من اتّقى الله لم يشف غيظه ، ومن خاف الله لم يفعل ما يريد ، ولو لا يوم القيامة لكان غير ما ترون.
أخبرنا بها عالية أبو بكر بن المزرفي ، أنا أبو الغنائم بن المأمون ، أنا عبيد الله بن محمّد بن إسحاق بن حبابة.
ح وأخبرنا بها أبو منصور بن زريق ، نا أبو الحسين بن المهتدي ، نا أبو بكر محمّد بن يوسف بن محمّد بن دوست العلّاف ـ إملاء ـ.
قالا : نا عبد الله بن محمّد البغوي ، نا أبو نصر التّمّار ، نا أبو يحمد بقية بن الوليد ، عن إبراهيم بن أدهم ، عن أبي عبد الله قال : قال عمر بن الخطّاب :
من خاف الله لم يشف غيظه ، ومن اتّقى الله لم يصنع ما يريد ، ولو لا يوم القيامة كان ـ وفي حديث ابن حبابة : لكان ـ غير ما ترون.
__________________
(١) بالأصل وم : «فحضرت» والتصويب عن «ز» ، وابن سعد.
(٢) تاريخ الإسلام (الخلفاء الراشدون) ص ٢٧٠.