كلّم الناس عبد الرّحمن بن عوف أن يكلم عمر بن الخطّاب في أن يلين لهم ، فإنه قد أخافهم حتى أخاف الأبكار في خدورهن ، فكلّمه عبد الرّحمن ، فالتفت عمر إلى عبد الرّحمن فقال له : يا عبد الرّحمن ، إنّي لا أجد لهم إلّا ذلك ، والله لو إنهم يعلمون ما لهم عندي من الرأفة والرحمة والشفقة لأخذوا ثوبين من عاتقين.
أخبرنا أحمد بن مروان ، نا أحمد بن يوسف ، نا أبو عبيد ، نا يزيد بن هارون ، عن هشام بن حسّان ، عن محمّد بن سيرين ، عن الأحنف بن قيس قال :
سمعت عمر بن الخطّاب يقول : لا يحل لعمر من مال الله إلّا حلّتين : حلّة للشتاء ، وحلّة للصيف ، وما حجّ به واعتمر عليه من الظهر ، وقوت أهلي كرجل من قريش ليس بأغناهم ولا بأفقرهم ، ثم أنا رجل من المسلمين.
أخبرنا أبو الحسن (١) بن أبي الفضل الفرضي ، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد ، أنا جدي أبو بكر ، أنا أبو بكر الخرائطي ، نا الحسن بن عرفة ، نا هشيم ، عن يونس بن عبيد ، عن الحسن ، عن الأحنف بن قيس ، عن عمر بن الخطّاب قال :
ألا أخبركم بما أستحلّ من مال الله؟ حلّتان : لشتائي وقيظي ، وما يسعني من الظهر لحجّتي وعمرتي ، وقوتي بعد ذلك كقوت رجل من قريش ، لست بأرفعهم ولا بأوضعهم ، وو الله لا أدري أيحل ذلك أم لا.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين ، نا أبو الحسين بن المهتدي ، نا عيسى بن علي ، أنا عبد الله بن محمّد ، نا داود بن عمرو ، نا محمّد بن مسلم الطائفي عن عمرو قال :
قال عمر بن الخطّاب يوما لناس عنده : ما ترون أنه يحلّ لي من هذا المال؟ فقالوا : أمير المؤمنين أعلم ، فقال عمر : أستحل منه حلّتين للصيف ، وحلّتين للشتاء ، ونفقة حجّتي وعمرتي ، ونفقة أهلي ، ثم أنا رجل من المسلمين.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنا محمّد بن عبد الرّحمن المخلّص ، أنا أبو بكر بن سيف ، أنا السّري بن يحيى ، نا شعيب بن إبراهيم ، أنا سيف بن عمر ، عن مبشّر بن الفضيل ، عن سالم بن عبد الله قال :
لما ولي عمر قعد على رزق أبي بكر الذي كانوا فرضوا له ، فكان بذلك ، فاشتدّت
__________________
(١) «أبو الحسن» استدركت على هامش م ، وبعدهما صح.