وقعتم وقعوا ، وإن هبتم هابوا ، وإنّي والله أن أوتى برجل منكم وقع فيما نهيت الناس عنه إلّا أضعفت له العقوبة مكانه مني ، فمن شاء منكم فليتقدم ، ومن شاء منكم فليتأخر.
أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك ، أنبأ إبراهيم بن منصور ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، أنا أبو سعيد المفضّل بن محمّد الجندي ، نا صامت بن معاذ ، نا محمّد بن عمر البصري ، عن الفرات بن السائب ، عن ميمون بن مهران ، عن ابن عبّاس قال :
لما أن ولي عمر بن الخطّاب قال له رجل : لقد كاد بعض الناس أن يحيد هذا الأمر عندك ، قال : قال عمر : وما ذلك؟ قال : يزعمون أنك فظ ، قال (١) : فقال عمر : الحمد لله الذي ملأ قلبي لهم رحما ، وملأ قلوبهم لي رعبا.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي (٢) ، وأبو نصر عبيد الله بن أبي عاصم ، وأبو الفتح محمّد بن علي ، وأبو محمّد عبد السلام بن أحمد ، وأبو عبد الله سمرة ، وأخوه أبو محمّد عبد القادر ابنا جندب ، قالوا : أنا محمّد بن عبد العزيز ، أنا عبد الرّحمن بن أبي شريح.
قالا : أنا عبد الله بن محمّد ، نا مصعب بن عبد الله ، نا ابن أبي حازم ، عن عمر بن محمّد ، عن أبيه قال :
اجتمع علي ، وعثمان ، وطلحة ، والزبير ، وسعد ، وعبد الرّحمن ، فكان أجرأهم على عمر عبد الرّحمن ، فقالوا : يا عبد الرّحمن لو كلّمت أمير المؤمنين للناس (٣) إنه ـ وقال ابن حبابة : فإنه ـ يأتي الرجل طالب الحاجة فيمنعه أن يكلّمه في حاجته هيبته حتى يرجع ولم يقض حاجته ، فدخل عليه ، فكلّمه فقال : يا أمير المؤمنين لن للناس ، فإنه يقدم القادم فتمنعه (٤) هيبتك أن يكلّمك في حاجته حتى يرجع ولم يكلّمك ، فقال : لقد لنت للناس حتى خشيت الله في اللين ، ثم اشتددت حتى خشيت الله في الشدة ، فأين المخرج؟ وقام يبكي يجر رداءه ، يقول عبد الرّحمن بيده : أفّ لهم بعدكم.
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، أنا رشأ بن نظيف ، أنا الحسن بن إسماعيل ، أنا أحمد بن مروان ، نا يوسف بن عبد الله ، نا أبو حاتم ، عن الأصمعي قال :
__________________
(١) كتبت فوق الكلام بين السطرين في «ز».
(٢) كذا ورد السند بالأصل وم و «ز» ، وزيد فيه في المطبوعة هنا : وأبو نصر أحمد بن محمد بن الطوسي قالا : أنا أبو الحسين بن النقور زاد ابن السمرقندي : وأبو محمد الصريفيني ، قالا : أنا أبو القاسم بن حبابة. ح وأخبرنا.
(٣) كتبت بين السطرين في «ز».
(٤) بالأصل وم : «فيمنعه» والتصويب عن «ز».