رسمه الصورة أنّ هذا القصر كان من أفسح وأضخم القصور ، طول سوره الخارجي ألف ومائتا متر ، ومساحته تزيد على ثلاثة أضعاف مساحة مدينة سامرّاء الحالية. يرتفع القصر على جرف صخري يبلغ علوّه خمسة عشر مترا ، ويمتدّ تحت هذا القصر المرتفع حديقة فسيحة تظهر فيها آثار مبان متفرّقة.
قال اليعقوبي : وأنزل المتوكّل ابنه المعتزّ خلف المطيرة مشرقا بموضع يقال له بلكوار إلى آخر الموضع المعروف بالدور.
لقد اختلف المؤرّخون في تسمية هذا القصر ؛ فسماّه ياقوت والطبري باسم بزكوار ، والشابشتي وابن سرابيون باسم بركوارا ، واليعقوبي باسم بلكوار.
ذكر في ريّ سامرّاء وقال : وكان للبناء ثلاثة أبواب تقع في منتصف الجدران الثلاثة غير المطلّة على النهر أي الشماليّة والشرقيّة والغربيّة ، يخترق البناء شارعان رئيسيّان متقاطعان ، وكان البناء يشتمل على مجموعة من المنازل للمشاة والحرس ، وكان من ضمن القصر حديقة يحيط بها سور ذو دعامات أو قصور وينتهي عند الشاطي نفسه سقيفات غنيّة بالزخارف ، وإلى جانب الحديقة مرقاة للسفن ، وفي وسطها حوض للماء.
وقال الشابشتي في كتابه الديارات : وبنى المتوكّل قصره المعروف ببركوارا ، ولمّا فرغ من بنائه وهبه لابنه المعتزّ وكان من أحسن أبنية المتوكّل وأجلّها ، وبلغت النفقة عليه عشرين ألف ألف درهم.
أمّا موضع قصر بزكوار وتاريخ إنشائه فقد ذكر اليعقوبي أنّ المتوكّل أنزل ابنه المعتزّ خلف المطيرة مشرقا بموضع يقال له بلكوار ، فاتصل البناء من بلكوار إلى آخر الموضع ، وإنّ المتوكّل بنى مدينة جديدة سمّاها الجعفريّة واتصل البناء من الجعفريّة إلى الموضع المعروف بالدور ثمّ بالكرخ وسرّ من رأى مارّا إلى الموضع الذي كان ينزله ابنه أبو عبد الله المعتزّ ، ليس بين شيء من ذلك فضاء فارغ ولا موضع إلّا عمارة فيه ، فكان مقدار ذلك سبعة فراسخ.