طاعته بالرغبة والرهبة. فلمّا تذكّرت هذا المنام وتذكّرت أمري وجدته حرفا بحرف ، ومضت السنون وانتقلت إلى فارس لمّا استدعاني عماد الدولة واستخلفني عليها واعتللت علّة يئست من الحياة فيها ، وكان أبو الحسين المنجّم يخدمني ، فأخبرني يوما أنّه رأى عليّا عليهالسلام وشكا إليه رغبته وسأله الدعاء لي بالعافية ، فقال له عليّ بن أبي طالب عليهالسلام : قل له : أنسيت ما أخبرتك أمّك من المنام؟ قال : فحين سمعت الحديث حدثت لي في الحال قوّة في النفس لم تكن من قبل ثمّ حصل لي البراء بأيّام.
وجاء في روضة الصفا لمحمّد خداوند شاه شافعي أنّ جارية لعضد الدولة تراود جنديّا وتنادمه بالليل ، واتفق للجندي أنّه خرج للعيد فرأى ثعلبا دخل في حجره فتبعه الجندي فرأى سربا وفيه سلّم فنزل من السلّم فرأى حبابا مملوّة من الذهب وأنواع الجواهر ونفايس الأموال ، فأخذ منها شيئا وجعل لها علامة ، وازداد في خدمة الجارية والعمل بما يرضاها ، وأعطاها شيئا من تلك الجواهر ، فتعجّبت الجارية فسألته وامتنع عن الجواب حتّى شرب وسكر فأخبرها بالقصّة ، فقالت : لا تصل يدك إليّ حتّى تريني الكنز ، فقال لها قومي ، فقامت وأخذت درجا من الكاغذ وجعلت تفتّته في الطريق لئلّا يشتبه عليها العود إذا أرادت ، فلمّا علمت بمكانها أخبرت عضد الدولة بذلك وطلبت منه العفو عمّا فعلت ، فلمّا ظفر عضد الدولة بالكنز وهب واحدة من تلك الحباب مع الجارية للجندي ، فعمّر من ذلك البلاد ومشاهد أئمّة العراق.
وبالجملة فمناقبه كثيرة اقتصرنا على هذه النبذة اليسيرة منها ، وكان مولده سنة ٣٢٤ بأصبهان ، وتوفّي في ثامن شوّال سنة ٣٨٢ ، ودفن بدار الملك بها ، ثمّ نقل إلى مشهد أمير المؤمنين عليهالسلام ، فدفن بجواره ، وكتب على لوح قبره على ما ذكره ابن كثير في تاريخه «هذا قبر عضد الدولة وتاج الملّة أبو شجاع بن ركن الدولة ، أحبّ