في العشرة الأولى يقيمون مراسم العزاء في كلّ البلاد وكان هذا في بغداد إلى أوائل سلطنة السلطان طغرل السلجوقي.
وجاء في كتاب شذور العقود للمقريزي أنّ معزّ الدولة المذكور كان في أوّل أمره يحمل الحطب على رأسه ثمّ ملك هو وإخوته البلاد وآل أمرهم إلى ما آل ، وكانت مدّة ملكه في العراق إحدى وعشرين سنة وأحد عشر شهرا ، وتوفّي في يوم الاثنين سابع عشر ربيع الآخر سنة ٣٥٦ ببغداد ودفن في داره ثمّ نقل إلى مشهد ، بني له في مقابر قريش ، ومولده في سنة ٣٠٣ ، ولمّا حضره الموت أعتق مماليكه وتصدّق بأكثر ماله ، وردّ كثيرا من المظالم.
قال أبو الحسين أحمد العلوي : بينما أنا في داري على دجلة بمشرعة القصب في ليلة ذات غيم ورعد وبرق ، سمعت صوتا من هاتف يقول :
لمّا بلغت أبا الحسين |
|
مراد نفسك في الطلب |
وأمتت من حدث الليالي |
|
واحتجبت عن النوب |
مدّت إليك يد الردى |
|
وأخذت من بين الذهب |
قال : فإذا بمعزّ الدولة قد توفّي في تلك الليلة ، رحمة الله تعالى عليه.
العمارة الرابعة
للأمير الأعظم والملك المعظّم عضد الدولة من آل بويه ، دخل سامرّاء وكان له وقعة مع بختيار بن معزّ الدولة ابن أخيه عند قصر الجصّ قرب سامرّاء ، فقتل بختيار ـ كما تقدّم في قصر الجصّ ـ فلمّا دخلها أمر بعمارة الروضة البهيّة بالأخشاب السمينة من الساج ، ووسّع الصحن الشريف ، وابتنى سورا مشيّدا للبلدة ، وكان ذلك في سنة ٣٦٨. قال العلّامة السماوي في وشايح السرّاء (١) :
__________________
(١) وشايح السرّاء : ٢٩.