وذكر القرماني في أخبار الدول أنّ بني حمدان كلّهم من ملوك الشيعة.
وقال ابن كثير الشامي في تاريخه : إنّ سيف الدولة فعل بحلب ما فعله معزّ الدولة ببغداد ، فستعرف بعد هذا ما فعله معزّ الدولة.
العمارة الثالثة
عمارة الملك المعظّم والسلطان الأفخم أبي الحسين أحمد بن بويه ثالث ملوك الديالمة البويهيّة ، الملقّب بمعزّ الدولة ، المتوفّى يوم الأثنين سنة السبع والثلاثين والثلاثمائة ، فلمّا وقع الصلح بينه وبين ناصر الدولة الحمداني دخل المعزّ سامرّاء وأنفق أموالا جليلة ، ورتّب للروضة البهيّة القوّام والحجّاب ، وأجرى لهم أرزاقا ، وعمّر القبّة وكان في السرداب حوض يجري فيه الماء فأمر بإملاء الحوض من التراب وجعل ضريحا للعسكريّين عليهماالسلام من الخشب فأخذت سامرّاء في دولة بني بويه رونقا كما أشار إلى ذلك العلّامة السماوي دام وجوده بقوله :
ثمّ أتى معزّها فشادا |
|
وأسّس الدعائم الشدادا |
وعمّر القبّة والسردابا |
|
ورتّب القوّام والحجابا |
ورفع الضريح بالأخشاب |
|
وملأ الحوض من التراب |
إذ صار كالقليب ممّا تركه |
|
من يأخذ التراب منه بركه |
وذاك أنّ العسكري كانا |
|
يجري وضوءه به أحيانا |
وجدّد الصحن لهم وسوره |
|
وطرّز البنا به وطوره |
مواصلا عمارة الحمداني |
|
بعد المصالحات والتداني |
وبعد ما قد ملك المطيعا |
|
فأرّخوا (أسدى البنا الوسيعا) (١) |
__________________
(١) مطابقة لسنة ٣٣٧.