وزاد في ريّ سامرّاء (١) وقال : فقد نقل المؤرّخون عدّة حوادث تتعلّق بغرق بغداد الشرقيّة بسبب انبثاق السدّ الذي في صدر القورج. قال ابن الأثير في حوادث سنة ٤٦٦ هجري : في هذه السنة غرق الجانب الشرقي وبعض الغربي في بغداد وسببه أنّ دجلة زادت زيادة عظيمة وانفتح القورج عند المسنّاة المعزية (سمّيت هذه المسنّاة بالمعزية نسبة إلى منشأها معزّ الدولة البويهي) وجاء في الليل سيل عظيم وطفح الماء من البرية مع ريح شديدة ، وجاء الماء إلى المنازل من فوق ونبع من البلاليع والآبار بالجانب الشرقي وهلك خلق كثير تحت الهدم وشدّت الزواريق تحت التاج خوف الغرق ، وقام الخليفة بتضرّع ويصلّي وعليه البردة وبيده القضيب.
وهناك حادثة ثانية ذكرها ابن الجوزي في كتاب المنتظم في تاريخ الملوك والأمم فقال ما نصّه : وفي ثامن عشر ربيع الأوّل من سنة ٥٥٤ كثر الماء بدجلة وخرق القورج وأقبل إلى البلد فامتلأت الصحاري وخندق السور وأفسد الماء السور ففتح فيه فتحة يوم السبت تاسع عشر ربيع فوقع بعض السور عليها فسد بها ثمّ فتح الماء فتحة أخرى فأهملوها ظنّا أنّها تنفّس عن السور لئلّا يقع فغلب الماء وتعذّر سدّه فغرق قراح ظفر والأجمة والمختارة والمقتديّة ودرب القيار وخرابة ابن جردة والريان وقراح القاضي وبعض القطيعة وبعض باب الأزج وبعض الظفريّة ، ودبّ الماء تحت الأرض إلى أماكن فوقعت.
قال المصنّف : وخرجت من داري بدرب القيار يوم الأحد وقت الضحى فدخل إليها الماء وقت الظهر فلمّا كانت العصر وقعت الدور كلّها وأخذ الناس يعبرون إلى جانب الغربي فبلغت المعبرة دنانير ولم يكن يقدر عليها ثمّ نقص الماء يوم الإثنين
__________________
(١) ريّ سامرّاء : ٢٢٧.