بني ملاص من ثعلبة أرادوا القطع على مال يمرّ بهم قرب دير العذارى فجاءهم من خبرهم أنّ السلطان قد علم بهم وأنّ الخيل قد أقبلت تريدهم فاستخفوا في دير العذارى فلمّا حصلوا سمعوا فيه أصوات حوافر الخيل التي تطلبهم وهي راجعة من الطلب فأمنوا. فقال بعضهم لبعض : ما الذي يمنعكم أن تأخذوا القسّ وتشدّوه وثاقا ثمّ يخلو كلّ واحد منكم بواحدة من هذه الأبكار فإذا طلع الفجر تفرّقنا في البلاد وكنّا جماعة بعدد الأبكار اللواتي كنّ أبكارا في حسابنا ، ففعلنا ما اجتمعنا عليه فوجدنا كلّهنّ ثيّبات قد فرغ منهنّ القسّ قبلنا ، فقال بعضنا في ذلك :
ودير العذارى فضوح لهنّ |
|
وعند القسوس حديث عجيب |
خلونا بعشرين صوفيّة |
|
وعند الرواهب أمر غريب |
إذا هنّ يرهزن رهز الظراف |
|
وباب المدينة فجّ رحيب |
لقد بات بالدير ليل التمام |
|
... صلاب وجمع مهيب |
سباع تموز وذا قولة |
|
لها في البطالة حظّ رغيب |
وللقسّ حزن يهيض القلوب |
|
ووجد يدلّ عليه النحيب |
٧ ـ دير العلث
قال في المعجم : العلث قرية على شاطئ دجلة من الجانب الغربي قرب الحظيرة دون سامرّاء ، وهذا الدير راكب على دجلة وهو من أنزه الأديرة وأحسنها ، وكان لا يخلو من أهل القصف وفيه يقول جحظة :
يا طول شوقي إلى دير ومشتاح |
|
والسكر ما بين خمّار وملّاح |
والريح طيّبة الأنفاس ناعمة |
|
مخلوطة بنسيم الورد والراح |
سقيا ورعيا لدير العلث من وطن |
|
لا دير حنّة من ذات الأكيراح |