آثاره ووضع على سائر طرق الزوّار مسالح لا يجدون أحدا إلّا أتوه فقتله أو أنهكه عقوبة.
وإنّ المتوكّل استعمل على المدينة ومكّة عمر بن الفرج فمنع آل أبي طالب من التعرّض لمسألة الناس ومنع الناس من برّبهم ، وكان لا يبلغه أنّ أحدا برّ أحدا منهم بشيء وإن قلّ إلّا أنهكه عقوبة وأثقله غرما ، حتّى كان القميص يكون بين جماعة من العلويّات يصلّين فيه واحدة بعد واحدة ثمّ ترفعه ، ويجلس على مغازلهنّ عواري حواسر إلى أن قتل المتوكّل فعطف المنتصر عليهم وأحسن إليهم ووجّه بمال فرّقه فيهم ، وكان يأمر بمخالفة أبيه في جميع أحواله ومضادّة مذهبه طعنا عليه ونفرة لفعله.
قال : ولمّا ولي المتوكّل تفرّق آل أبي طالب في النواحي ، فخرج بعضهم بالري وبعضهم بطبرستان ، وحبس محمّد بن صالح الحسني ثلاث سنين ، وأخذ القاسم بن عبد الله بن الحسن بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن الحسين حمل إلى سرّ من رأى وكان فاضلا تقيّا ، وتوفّي متواريا أحمد بن عيسى بن زيد بن عليّ بن الحسين ، وكذلك عبد الله بن موسى بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب بالجملة.
وقد ذكر في مقاتل الطالبين أزيد من سبعين من آل أبي طالب إنّهم بين شريد ناء وخائف متوارى ومحبوس ومقتول إمّا بالسمّ وإمّا بالسيف.
ليس هذا لرسول الله يا |
|
أمّة الطغيان والغيّ جزا |
يا رسول الله لو عاينتهم |
|
وهم ما بين قتل وسبى |
كأنّ رسول الله من حكم شرعه |
|
على أهله أن يقتّلوا أو يصلّبوا |
أبادوهم قتلا وأسرا ومثلة |
|
كأنّ رسول الله ليس لهم أب |
في البحار عن كتاب الاستدراك عن ابن قولويه بإسناده عن البحتري قال :