عامّة من تقسيماته الأساسيّة أنّ قاعدة الحوض الكبير المعروف في دار الآثار العربيّة ببغداد نقلت من بين أنقاض القصر المذكور.
أقول : إنّ ما ذكره من أنّ قاعدة الحوض نقل من بين أنقاض القصر المذكور لا يوافق الحقيقة لأنّي كنت ممّن حضر حين إخراج الحوض من تحت الأنقاض فكان موضوعا في قبلة بركة السباع من جهة الشرق وصرّح أنّ الكوير يقع في الجهة الشماليّة الغربيّة من بيت الخليفة.
قصر اللؤلؤ
قال في المعجم عند ذكره سامرّاء : اللؤلؤ اسم قصر للمتوكّل في سامرّاء أنفق له خمسة آلاف ألف درهم ، ومثله في مروج الذهب للمسعودي. وللمعتصم أيضا قصر سماّه اللؤلؤ.
قال الطبري : ثمّ بنى المعتصم للأفشين حيدر بن كاوس حبسا مرتفعا وسماّه لؤلؤ ، داخل الجوسق ، وهو يعرف بالأفشين ، وكان الحبس الذي بنى للأفشين شبيها بالمنارة وجعل في وسطها مقدار مجلسه ، ثمّ إنّ المعتصم قتل الأفشين خوفا منه ، كما سيأتي.
ذكر الدكتور أحمد سوسه في ريّ سامرّاء (١) : ولتموين المدينة الجديدة بالمياه السيحيّة أخرج المتوكّل نهرا من ضفة دجلة اليسرى من نقطة تقع على بعد حوالي أربعين كيلومترا من شمال مدينة تكريت ويسير هذا النهر على محاذات دجلة جنوبا مسافة حوالي ستّين كيلومترا حتّى يصل إلى المتوكّليّة. وقد سمّي النهر الجعفري ، وأنفق عليه ما يقرب من مليون دينار إلّا أنّه كان مشروعا فاشلا.
__________________
(١) ريّ سامرّاء ١ : ١٣١.