أخبرنا أبو المظفّر عبد المنعم بن عبد الكريم ، وأبو القاسم زاهر بن طاهر ، قالا : أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن ، أنا أبو سعيد محمّد بن بشر بن العبّاس ، أنا أبو لبيد محمّد بن إدريس السامي (١) ، نا سويد بن سعيد ، نا يحيى بن سليم ، عن ابن خثيم (٢) ، عن عبيد الله بن عياض قال :
خرج عبد الله بن شداد بن الهاد (٣) على عائشة ـ ونحن عندها ـ مرجعه من العراق ليالي قتل علي فقالت : يا عبد الله [بن شداد](٤) هل أنت صادقي عما أسألك عنه؟ قال : وما لي لا أصدقك ، قالت : حدثني عن هؤلاء [القوم الذين قتلهم](٥) عليّ قال : وما لي لا أصدقك ، قالت : فحدثني عن قصتهم ، قال : فإن عليا لما كاتب [معاوية و](٦) حكّم الحكمين خرج عليه ثمانية آلاف من قرّاء الناس حتى نزلوا بأرض [يقال لها حروراء](٧) من جانب الكوفة عتبوا عليه وقالوا : انسلخت من قميص ألبسك الله [واسم سمّاك](٨) الله به ثم انطلقت فحكمت في دين الله الرجال فلا حكم إلّا لله ، فلما [أن بلغ عليّا ما](٩) عتبوا (١٠) عليه ففارقوا أمره أذن مؤذن أن (١١) لا يدخل على أمير المؤمنين إلّا رجل قد قرأ القرآن ، فلمّا امتلأت الدار من قرّاء الناس جاء بالمصحف إماما عظيما ، فوضعه عليّ بين يديه فطفق يحركه بيده ويقول : أيها المصحف حدّث الناس ، فناداه الناس ، ما تسأل عنه؟ إنّما هو مداد وورق ، ونحن نتكلم بما روينا منه ، فما ذا تريد؟ فقال : أصحابكم الذين خرجوا بيني وبينهم كتاب الله ، يقول الله في كتابه في امرأة ورجل (وَإِنْ خِفْتُمْ شِقاقَ بَيْنِهِما فَابْعَثُوا حَكَماً مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَماً مِنْ أَهْلِها) إلى قوله : (يُوَفِّقِ اللهُ بَيْنَهُما)(١٢) الآية ، فأمّة محمّد صلىاللهعليهوسلم أعظم حقا وحرمة من امرأة ورجل ،
__________________
(١) بالأصل والمطبوعة : الشامي ، تصحيف ، والصواب بالسين المهملة ، مرّ التعريف به.
(٢) بالأصل والمطبوعة : ابن خيثم ، والصواب بتقديم الثاء المثلثة ، وهو عبد الله بن عثمان بن خثيم ، مرّ التعريف به ترجمته في تهذيب الكمال ١٠ / ٣٢٤.
(٣) بنحوه رواه المصنف في كتابنا هذا ، في ترجمة عبد الله بن شداد بن الهاد ٢٩ / ١٤٢ رقم ٣٣٤٠.
(٤) بياض بالأصل ، والمستدرك عن الرواية السابقة للحديث.
(٥) بياض بالأصل ، والمستدرك عن الرواية في ترجمة عبد الله بن شداد.
(٦) بياض بالأصل والمستدرك عن ترجمة عبد الله بن شداد.
(٧) بياض بالأصل والمستدرك عن ترجمة عبد الله بن شداد.
(٨) بياض بالأصل والمستدرك عن ترجمة عبد الله بن شداد.
(٩) بياض بالأصل والمستدرك عن ترجمة عبد الله بن شداد.
(١٠) الأصل : اعتبوا ، والمثبت عن ترجمة عبد الله بن شداد ، والمطبوعة.
(١١) بالأصل : ألا لا.
(١٢) سورة النساء ، الآية : ٣٥.